الحديث الثاني : قوله : كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه ) كذا لأبي ذر وسقطت الواو لغيره ، وعلى الأول فالجملة حالية ، وعلى الثاني فيكتب على نفسه بيان لقوله " كتب " والمكتوب هو قوله " إن رحمتي " إلخ ، وقوله " وهو " أي المكتوب وضع بفتح فسكون أي موضوع ، ووقع كذلك في الجمعnindex.php?page=showalam&ids=14171للحميدي بلفظ موضوع وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي فيما أخرجه من وجه آخر عن أبي حمزة المذكور في السند وهو بالمهملة والزاي واسمه محمد بن ميمون السكري ، وحكى عياض عن رواية أبي ذر وضع بالفتح على أنه فعل ماض مبني للفاعل ، ورأيته في نسخة معتمدة بكسر الضاد مع التنوين ، وقد مضى شرح هذا الحديث في أوائل بدء الخلق ، ويأتي شيء من الكلام عليه في باب وكان عرشه على الماء وفي باب بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ أواخر الكتاب إن شاء الله تعالى ، وأما قوله " عنده " فقال ابن بطال : عند في اللغة للمكان ، والله منزه عن الحلول في المواضع ؛ لأن الحلول عرض يفنى وهو حادث والحادث لا يليق بالله ، فعلى هذا قيل معناه إنه سبق علمه بإثابة من يعمل بطاعته وعقوبة من يعمل بمعصيته ، ويؤيده قوله في الحديث الذي بعده nindex.php?page=hadith&LINKID=848715أنا عند ظن عبدي بي ولا مكان هناك قطعا ، وقال الراغب عند لفظ موضوع للقرب ويستعمل في المكان وهو الأصل ، ويستعمل في الاعتقاد ، تقول : عندي في كذا كذا أي أعتقده ، ويستعمل في المرتبة ومنه أحياء عند ربهم وأما قوله إن كان هذا هو الحق من عندك فمعناه من حكمك ، وقال ابن التين معنى العندية في هذا الحديث العلم بأنه موضوع على العرش ، وأما كتبه فليس للاستعانة لئلا ينساه فإنه منزه عن ذلك لا يخفى عنه شيء وإنما كتبه من أجل الملائكة الموكلين بالمكلفين .