قوله : ( باب الميت يسمع خفق النعال ) قال الزين بن المنير : جرد المصنف ما ضمنه هذه الترجمة ليجعله أول آداب الدفن من إلزام الوقار واجتناب اللغط ، وقرع الأرض بشدة الوطء عليها كما يلزم ذلك مع الحي [ ص: 245 ] النائم ، وكأنه اقتطع ما هو من سماع الآدميين من سماع ما هو من الملائكة ، وترجم بالخفق ، ولفظ المتن بالقرع إشارة إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ الخفق ، وهو ما رواه أحمد ، وأبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب في أثناء حديث طويل فيه : " وأنه ليسمع خفق نعالهم " . وروى إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=885820أن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين . أخرجه البزار ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه هكذا مختصرا . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أيضا من طريق محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم . . . " نحوه في حديث طويل ، واستدل به على جواز المشي بين القبور بالنعال ، ولا دلالة فيه . قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : ليس في الحديث سوى الحكاية عمن يدخل المقابر ، وذلك لا يقتضي إباحة ولا تحريما . انتهى . وإنما استدل به من استدل على الإباحة أخذا من كونه صلى الله عليه وسلم قاله وأقره ، فلو كان مكروها لبينه ، لكن يعكر عليه احتمال أن يكون المراد سماعه إياها بعد أن يجاوز المقبرة ، ويدل على الكراهة حديث بشير بن الخصاصية : nindex.php?page=hadith&LINKID=885821أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يمشي بين القبور وعليه نعلان سبتيتان ، فقال : يا صاحب السبتيتين ألق نعليك . أخرجه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم . وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم فقال : يحرم المشي بين القبور بالنعال السبتية دون غيرها ، وهو جمود شديد . وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي يشبه أن يكون النهي عنهما لما فيهما من الخيلاء ، فإنه متعقب بأن ابن عمر كان يلبس النعال السبتية ويقول : " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسها " . وهو حديث صحيح كما سيأتي في موضعه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : يحمل نهي الرجل المذكور على أنه كان في نعليه قذر ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه ما لم ير فيهما أذى .

قوله : ( حدثنا عياش ) هو ابن الوليد الرقام ، كما جزم به أبو نعيم في " المستخرج " ، وهو بتحتانية ومعجمة . nindex.php?page=showalam&ids=16299وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى . وساق حديثه مقرونا برواية خليفة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع على لفظ خليفة ، وسيأتي مفردا في عذاب القبر عن عياش بن الوليد بلفظه وما فيه من زيادة ، ويأتي الكلام عليه مستوفى هناك إن شاء الله . وقوله هنا : " إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه " . كذا ثبت في جميع الروايات ، فقال ابن التين : إنه كرر اللفظ ، والمعنى واحد ، ورأيته أنا مضبوطا بخط معتمد : " وتولي " بضم أوله وكسر اللام على البناء للمجهول ، أي تولي أمره أي الميت ، وسيأتي في رواية عياش بلفظ : " وتولى عنه أصحابه " . وهو الموجود في جميع الروايات عند مسلم وغيره .