باب الحج على الرحل وقال أبان حدثنا مالك بن دينار عن القاسم بن محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم وحملها على قتب وقال عمر رضي الله عنه شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين
[ ص: 445 ] قوله : ( باب الحج على الرحل ) بفتح الراء وسكون المهملة ، وهو للبعير كالسرج للفرس ، أشار بهذا إلى أن التقشف أفضل من الترفه .
قوله : ( وقال أبان ) هو ابن يزيد العطار ، nindex.php?page=showalam&ids=14946والقاسم هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق . وهذه الطريق وصلها أبو نعيم في المستخرج من طريق حرمي بن حفص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11792أبان بن يزيد العطار به ، وسمعناه بعلو في " فوائد أبي العباس بن نجيح " ولم يخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لمالك بن دينار ، وهو الزاهد المشهور البصري غير هذا الحديث الواحد المعلق ، والغرض منه قوله فيه : " وحملها على قتب " . وهو بفتح القاف والمثناة بعدها موحدة ، رحل صغير على قدر السنام ، وقد ذكره في آخر الباب موصولا بلفظ : " فأحقبها " ؛ أي أردفها على الحقيبة ، وهي الزنار الذي يجعل في مؤخر القتب ، فقوله في رواية أبان : " على قتب " ؛ أي حملها على مؤخر قتب ، والحاصل أنه أردفها ، وكان هو على قتب ، فإن القصة واحدة . وسيأتي بسط القول في اعتمار عائشة من التنعيم في أبواب العمرة .
قوله : ( وقال عمر شدوا الرحال في الحج ، فإنه أحد الجهادين ) وصله عبد الرزاق وسعيد بن منصور من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ، عن عابس بن ربيعة - وهو بموحدة ومهملة - أنه سمع عمر يقول وهو يخطب : إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال إلى الحج والعمرة ، فإنه أحد الجهادين . ومعناه إذا فرغتم من الغزو فحجوا واعتمروا ، وتسمية الحج جهادا إما من باب التغليب أو على الحقيقة ، والمراد جهاد النفس لما فيه من إدخال المشقة على البدن والمال ، وسيأتي في ثاني أحاديث الباب الذي بعده ما يؤيده .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15302محمد بن أبي بكر ) هو المقدمي ، كذا وقع في رواية أبي ذر ، ولغيره : " وقال محمد بن أبي بكر " . وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، قال : " حدثنا أبو يعلى والحسن بن سفيان وغيرهما ، قالوا : حدثنا محمد بن أبي بكر به " . وعزرة بفتح المهملة وسكون الزاي بعدها راء تأنيث عزر ، وهو المنع ، ومنه قوله تعالى : ويعزروه ، ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون . وقد أنكره nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني لما سئل عنه ، فقال : ليس هذا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، والله أعلم .
قوله : ( وكانت زاملته ) أي الراحلة التي ركبها ، وهي وإن لم يجر لها ذكر ، لكن دل عليها ذكر الرحل ، والزاملة البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع ، من الزمل ، وهو الحمل ، والمراد أنه لم تكن معه زاملة تحمل طعامه ومتاعه بل كان ذلك محمولا معه على راحلته ، وكانت هي الراحلة والزاملة . وروى سعيد [ ص: 446 ] بن منصور من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة قال : كان الناس يحجون وتحتهم أزودتهم ، وكان أول من حج على رحل وليس تحته شيء nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان " . وقوله فيه : " ولم يكن شحيحا " إشارة إلى أنه فعل ذلك تواضعا واتباعا لا عن قلة وبخل . وقد روى ابن ماجه هذا الحديث بلفظ آخر ، لكن إسناده ضعيف ، فذكر بعد قوله : على رحل رث وقطيفة تساوي أربعة دراهم - ثم قال : اللهم حجة لا رياء فيها ، ولا سمعة .