[ ص: 516 ] قوله : ( باب رعي الغنم على قراريط ) على بمعنى الباء وهي للسببية أو المعارضة ، وقيل : إنها هنا للظرفية كما سنبين .
قوله : ( عمرو بن يحيى عن جده ) وهو nindex.php?page=showalam&ids=15997سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي .
قوله : ( إلا رعى الغنم ) في رواية الكشميهني : " إلا راعى الغنم " .
قوله : ( على قراريط لأهل مكة ) في رواية ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد عن عمرو بن يحيى : " nindex.php?page=hadith&LINKID=887572كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط " وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن المنيعي عن محمد بن حسان عن عمرو بن يحيى ، قال سويد أحد رواته : يعني : كل شاة بقيراط ، يعني : القيراط الذي هو جزء من الدينار أو الدرهم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : " قراريط " اسم موضع بمكة ولم يرد القراريط من الفضة ، وصوبه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي تبعا لابن ناصر وخطأ سويدا في تفسيره ، لكن رجح الأول لأن أهل مكة لا يعرفون بها مكانا يقال له قراريط . وأما ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث نصر بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي بعدها نون قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=887573افتخر أهل الإبل وأهل الغنم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بعث موسى وهو راعي غنم ، وبعث داود وهو راعي غنم ، وبعثت وأنا أرعى غنم أهلي بجياد " فزعم بعضهم أن فيه ردا لتأويل nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ؛ لأنه ما كان يرعى بالأجرة لأهله فيتعين أنه أراد المكان فعبر تارة بجياد وتارة بقراريط . وليس الرد بجيد إذ لا مانع من الجمع بين أن يرعى لأهله بغير أجرة ولغيرهم بأجرة ، أو المراد بقوله : " أهلي " أهل مكة فيتحد الخبران ويكون في أحد الحديثين بين الأجرة وفي الآخر بين المكان فلا ينافي ذلك ، والله أعلم .
وقال بعضهم : لم تكن العرب تعرف القيراط الذي هو من النقد ، ولذلك جاء في الصحيح : nindex.php?page=hadith&LINKID=887574يستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط وليس الاستدلال لما ذكر من نفي المعرفة بواضح ، قال العلماء : الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم ، ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم الحلم والشفقة ؛ لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى ونقلها من مسرح إلى مسرح ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق ، وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة ألفوا من ذلك الصبر على الأمة وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها فجبروا كسرها ورفقوا بضعيفها وأحسنوا التعاهد لها فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم ، وخصت الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها ، ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر لإمكان ضبط الإبل والبقر بالربط دونها في العادة المألوفة ، ومع أكثرية تفرقها فهي أسرع انقيادا [ ص: 517 ] من غيرها . وفي ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك بعد أن علم كونه أكرم الخلق على الله ما كان عليه من عظيم التواضع لربه والتصريح بمنته عليه وعلى إخوانه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء .