فلثمت فاها آخذا بقرونها
وقيل كانت صفحتا رأسه من نحاس ، وقيل لتاجه قرنان ، وقيل كان في رأسه شبه القرنين ، وقيل لأنه دخل النور والظلمة ، وقيل : لأنه عمر حتى فني في زمنه قرنان من الناس ، وقيل : لأن قرني الشيطان عند مطلع الشمس وقد بلغه ، وقيل : لأنه كان كريم الطرفين أمه وأبوه من بيت شرف ، وقيل : لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا ، وقيل : لأنه أعطي علم الظاهر والباطن ، وقيل : لأنه ملك فارس والروم . وقد اختلف في اسمه فروى ابن مردويه من حديث ابن عباس وأخرجه الزبير في " كتاب النسب " عن إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عن داود بن الحصين عكرمة عن ابن عباس قال : ذو القرنين عبد الله بن الضحاك بن معد بن عدنان ، وإسناده ضعيف جدا لضعف عبد العزيز وشيخه ، وهو مباين لما تقدم أنه كان في زمن إبراهيم فكيف يكون من ذريته لا سيما على قول من قال كان بين عدنان وإبراهيم أربعون أبا أو أكثر ، وقيل : اسمه الصعب وبه جزم كعب الأحبار وذكره ابن هشام في " التيجان " عن ابن عباس أيضا ، وقال أبو جعفر بن حبيب في كتاب " المحبر " هو المنذر بن أبي القيس أحد ملوك الحيرة وأمه ماء السماء ماوية بنت عوف بن جشم ، قال وقيل : اسمه الصعب بن قرن بن همال من ملوك حمير ، وقال الطبري هو إسكندروس بن فيلبوس وقيل فيلبس وبالثاني جزم المسعودي ، وقيل : اسمه الهميسع ذكره الهمداني في كتب النسب قال : وكنيته أبو الصعب وهو ابن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ ، وقيل : ابن عبد الله بن قرين بن منصور بن عبد الله بن الأزد ، وقيل : بإسقاط عبد الله الأول ، وأما قول ابن إسحاق الذي حكاه ابن هشام عنه أن اسم ذي القرنين مرزبان بن مرديه ، بدال مهملة وقيل : بزاي فقد صرح بأنه الإسكندر ، ولذلك اشتهر على الألسنة لشهرة السيرة . قال لابن إسحاق السهيلي : والظاهر من علم الأخبار أنهما اثنان أحدهما كان على عهد إبراهيم ويقال إن إبراهيم تحاكم إليه في بئر السبع بالشام فقضى لإبراهيم والآخر كان قريبا من عهد عيسى . قلت : لكن الأشبه أن المذكور في القرآن هو الأول بدليل ما ذكر [ ص: 443 ] في ترجمة الخضر حيث جرى ذكره في قصة موسى قريبا أنه كان على مقدمة ، وقد ثبتت قصة ذي القرنين الخضر مع موسى وموسى كان قبل زمن عيسى قطعا ، وتأتي بقية أخبار الخضر هناك إن شاء الله تعالى . فهذا على طريق من يقول إنه الإسكندر ، وحكى السهيلي أنه قيل : إنه رجل من ولد يونان بن يافث اسمه هرمس ويقال هرديس وحكى القرطبي المفسر تبعا للسهيلي أنه قيل إنه أفريدون ، وهو الملك القديم للفرس الذي قتل الضحاك الجبار الذي يقول فيه الشاعر :فكأنه الضحاك في فتكاته بالعالمين وأنت أفريدون
والصعب ذو القرنين أمسى ثاويا بالحنو في جدث هناك مقيم
والصعب ذو القرنين عمر ملكه ألفين أمسى بعد ذاك رميما
والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا باللحد بين ملاعب الأرياح
قد كان ذو القرنين قبلي مسلما ملكا تدين له الملوك وتحشد
من بعده بلقيس كانت عمتي ملكتهم حتى أتاها الهدهد
سموا لنا واحدا منكم فنعرفه في الجاهلية لاسم الملك محتملا
كالتبعين يقبله أهل الحجا وأحق القول ما قبلا وذي القرنين
ومن ذا ( ) يعادينا من الناس معشر كرام منا وذو القرنين وحاتم