[ ص: 634 ] قوله : ( باب ) كذا في أكثر الروايات بغير ترجمة ، وسقط من بعض الروايات ، وقد قررنا أن ذلك كالفصل من الباب الذي قبله ، والجامع بينهما الزجر عن اتخاذ القبور مساجد ، وكأنه أراد أن يبين أن فعل ذلك مذموم سواء كان مع تصوير أم لا . قوله : ( لما نزل ) كذا لأبي ذر بفتحتين والفاعل محذوف أي الموت ، ولغيره بضم النون وكسر الزاي ، وطفق أي جعل . والخميصة كساء له أعلام كما تقدم .
قوله : ( فقال وهو كذلك ) أي في تلك الحال ، ويحتمل أن يكون ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه أم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة أمر الكنيسة التي رأتاها بأرض الحبشة ، وكأنه - صلى الله عليه وسلم - علم أنه مرتحل من ذلك المرض فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم .
وقوله : ( اتخذوا ) جملة مستأنفة على سبيل البيان لموجب اللعن ، كأنه قيل ما سبب لعنهم ؟ فأجيب بقوله " اتخذوا " .
وقوله : ( يحذر ما صنعوا ) جملة أخرى مستأنفة من كلام الراوي ، كأنه سئل عن حكمة ذكر ذلك في ذلك الوقت فأجيب بذلك . وقد استشكل ذكر النصارى فيه ; لأن اليهود لهم أنبياء بخلاف النصارى فليس بين عيسى وبين نبينا - صلى الله عليه وسلم - نبي غيره وليس له قبر ، والجواب أنه كان فيهم أنبياء أيضا لكنهم غير مرسلين كالحواريين ومريم في قول ، أو الجمع في قوله " أنبيائهم " بإزاء المجموع من اليهود والنصارى ، والمراد الأنبياء وكبار أتباعهم فاكتفى بذكر الأنبياء ، ويؤيده قوله في رواية مسلم من طريق جندب nindex.php?page=hadith&LINKID=883966كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ولهذا لما أفرد النصارى في الحديث الذي قبله قال nindex.php?page=hadith&LINKID=883967إذا مات فيهم الرجل الصالح ولما أفرد اليهود في الحديث الذي بعده قال nindex.php?page=hadith&LINKID=883968قبور أنبيائهم ، أو المراد بالاتخاذ أعم من أن يكون ابتداعا أو اتباعا ، فاليهود ابتدعت والنصارى اتبعت ، ولا ريب أن النصارى تعظم قبور كثير من الأنبياء الذين تعظمهم اليهود .