[ ص: 664 ] قوله : ( باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي الذين اشتهروا بحفظ القرآن والتصدي لتعليمه ، وهذا اللفظ كان في عرف السلف أيضا لمن تفقه في القرآن . وذكر فيه ستة أحاديث .
الأول عن عمرو هو ابن مرة ، وقد نسبه المصنف في المناقب من هذا الوجه ، وذهل الكرماني . فقال : هو nindex.php?page=showalam&ids=11813عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي ، وليس كما قال .
قوله : ( عن مسروق ) جاء عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم وهو النخعي فيه شيخ آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق أبي سعيد المؤدب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ، وهو مقلوب فإن المحفوظ في هذا عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق كما تقدم في المناقب ، ويحتمل أن يكون إبراهيم حمله عن شيخين nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش حمله عن شيخين .
ويستفاد منه محبة من يكون ماهرا في القرآن ، وأن البداءة بالرجل في الذكر على غيره في أمر اشترك فيه مع غيره يدل على تقدمه فيه ، وتقدم بقية شرحه هناك . وقال الكرماني : يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد الإعلام بما يكون بعده ، أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك ، وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين ، وقد قتل nindex.php?page=showalam&ids=267سالم مولى أبي حذيفة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقعة اليمامة ، ومات معاذ في خلافة عمر ، ومات أبي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود في خلافة عثمان ، وقد تأخر nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت وانتهت إليه الرياسة في القراءة وعاش بعدهم زمانا طويلا ، فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن ، بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد منهم جماعة من الصحابة ، وقد تقدم في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم : القراء وكانوا سبعين رجلا .