[ ص: 441 ] قوله ( باب الخبز المرقق " والأكل على الخوان والسفرة " ) أما الخبز المرقق فقال عياض قوله مرققا أي ملينا محسنا كخبز الحواري وشبهه ، والترقيق التليين ، ولم يكن عندهم مناخل . وقد يكون المرقق الرقيق الموسع اهـ . وهذا هـو المتعارف ، وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير قال : الرقاق الرقيق مثل طوال وطويل ، وهو الرغيف الواسع الرقيق ، وأغرب ابن التين فقال : هو السميد وما يصنع منه من كعك وغيره . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : هو الخفيف كأنه مأخوذ من الرقاق وهي الخشبة التي يرقق بها . وأما الخوان فالمشهور فيه كسر المعجمة ، ويجوز ضمها ، وفيه لغة ثالثة إخوان بكسر الهمزة وسكون الخاء ، وسئل ثعلب : هل يسمى الخوان لأنه يتخون ما عليه أي ينتقص ؟ فقال : ما يبعد . قال الجواليقي : والصحيح أنه أعجمي معرب ، ويجمع على أخونة في القلة ، وخون مضموم الأول في الكثرة . وقال غيره : الخوان المائدة ما لم يكن عليها طعام ، وأما السفرة فاشتهرت لما يوضع عليها الطعام ، وأصلها الطعام نفسه .
قوله ( كنا عند أنس وعنده خباز له ) لم أقف على تسميته ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن قتادة " كنا نأتي أنسا وخبازه قائم " زاد ابن ماجه " وخوانه موضوع ، فيقول : كلوا " وفي nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق راشد بن أبي راشد قال " كان لأنس غلام يعمل له النقانق يطبخ له لونين طعاما ويخبز له الحوارى ويعجنه بالسمن " اهـ . والحوارى بضم المهملة وتشديد الواو وفتح الراء : الخالص الذي ينخل مرة بعد مرة .
وثانيهما : أن المسلوخ ينتفع بجلده في اللبس وغيره والسمط يفسده .
وقد جرى ابن بطال على أن المسموط المشوي ، فقال ما ملخصه : يجمع بين هذا وبين حديث عمرو بن أمية " nindex.php?page=hadith&LINKID=846059أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يجتز من كتف شاة " وحديث أم سلمة الذي أخرجه الترمذي " nindex.php?page=hadith&LINKID=846060أنها قربت للنبي صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا فأكل منه " بأن يقال : محتمل أن يكون لم يتفق أن تسمط له شاة بكمالها ، لأنه قد احتز من الكتف مرة ومن الجنب أخرى ، وذلك لحم مسموط . أو يقال : إن أنسا قال " لا أعلم " ولم يقطع به ، ومن علم حجة على من لم يعلم . وتعقبه ابن المنير بأنه ليس في حز الكتف ما يدل على أن الشاة كانت مسموطة ، بل إنما حزها لأن العرب كانت عادتها غالبا أنها لا تنضج اللحم فاحتيج إلى الحز ، قال : ولعل ابن بطال لما رأى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ترجم بعد هذا " باب شاة مسموطة ، والكتف والجنب " ظن أن مقصوده إثبات أنه أكل السميط . قلت : ولا يلزم أيضا من كونها مشوية واحتز من كتفها أو جنبها أن تكون مسموطة ; فإن شي المسلوخ أكثر من شي المسموط ، لكن قد ثبت أنه أكل الكراع وهو لا يؤكل إلا مسموطا . وهذا لا يرد على أنس في نفي رواية الشاة المسموطة ، وقد وافقه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة على نفي أكل الرقاق أخرجه ابن ماجه من طريق ابن عطاء عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه " زار قومه فأتوه برقاق فبكى وقال : ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بعينه " قال الطيبي : قول أنس " ما أعلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم إلخ " نفى العلم وأراد نفي المعلوم ، وهو [ ص: 442 ] من باب نفي الشيء بنفي لازمه ، وإنما صح هذا من أنس لطول لزومه النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مفارقته له إلى أن مات .