وأما قول الله - عز وجل - : إنما المشركون نجس فالمراد نجاسة الاعتقاد والاستقذار ، وليس المراد أن أعضاءهم نجسة كنجاسة البول والغائط ونحوهما . فإذا ثبتت طهارة الآدمي مسلما كان أو كافرا ، فعرقه ولعابه ودمعه طاهرات سواء كان محدثا أو جنبا أو حائضا أو نفساء ، وهذا كله بإجماع المسلمين كما قدمته في باب الحيض ، وكذلك الصبيان أبدانهم وثيابهم ولعابهم محمولة على الطهارة حتى تتيقن النجاسة ، فتجوز الصلاة في ثيابهم ، والأكل معهم من المائع إذا غسلوا أيديهم فيه ، ودلائل هذا كله من السنة والإجماع مشهورة . والله أعلم .
وفي هذا الحديث استحباب احترام أهل الفضل وأن يوقرهم جليسهم ومصاحبهم ، فيكون على أكمل الهيئات وأحسن الصفات . وقد استحب العلماء لطالب العلم أن يحسن حاله في حال مجالسة شيخه ، فيكون متطهرا متنظفا بإزالة الشعور المأمور بإزالتها وقص الأظفار وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة وغير ذلك ؛ فإن ذلك من إجلال العلم والعلماء . والله أعلم .
وأما ألفاظ الباب ففيه قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=3504629المؤمن لا ينجس يقال : بضم الجيم وفتحها لغتان وفي ماضيه لغتان نجس ونجس بكسر الجيم وضمها ، فمن كسرها في الماضي فتحها في المضارع ، ومن ضمها في الماضي ضمها في المضارع أيضا ، وهذا قياس مطرد معروف عند أهل العربية إلا أحرفا مستثناة من المكسور . والله أعلم .
[ ص: 53 ] وفيه أبو رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة واسم nindex.php?page=showalam&ids=12003أبي رافع نفيع . وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16115أبو وائل واسمه شقيق بن سلمة .
وأما ما يتعلق بأسانيد الباب ففيه قول مسلم في الإسناد الثاني : ( وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن مسعر عن واصل عن أبي وائل عن حذيفة ) هذا الإسناد كله كوفيون إلا أن حذيفة كان معظم مقامه بالمدائن . وأما قوله في الإسناد الأول : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد قال : حميد حدثنا ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له قال : حدثنا إسماعيل ابن علية عن حميد الطويل عن أبي رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) فقد يلتبس على بعض الناس . قوله : قال حميد حدثنا وليس فيه ما يوجب اللبس على من له أدنى اشتغال بهذا الفن فإن أكثر ما فيه أنه قدم حميدا على حدثنا والغالب أنهم يقولون : حدثنا حميد فقال : هو حميد حدثنا ولا فرق بين تقديمه وتأخيره في المعنى . والله أعلم .
وأما قوله : ( عن حميد عن أبي رافع ) فهكذا هو في صحيح مسلم في جميع النسخ قال القاضي عياض : قال الإمام أبو عبد الله المازري : هذا الإسناد منقطع إنما يرويه حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني عن أبي رافع . هكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=12508وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ، وهذا كلام القاضي عن المازري . وكما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن حميد عن بكر عن أبي رافع كذلك أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهم من الأئمة ، ولا يقدح هذا في أصل متن الحديث ، فإن المتن ثابت على كل حال من رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومن رواية حذيفة . والله أعلم .