قوله : ( إن أهل الكوفة شكوا سعدا ) هو سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، والكوفة هي البلدة المعروفة ودار الفضل ومحل الفضلاء بناها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، أعني أمر نوابه ببنائها هي والبصرة ، قيل : سميت كوفة لاستدارتها تقول العرب : رأيت كوفا وكوفانا للرمل المستدير ، وقيل : لاجتماع الناس فيها تقول العرب : تكوف الرمل إذا استدار وركب بعضه بعضا ، وقيل : لأن ترابها [ ص: 132 ] خالطه حصى ، وكل ما كان كذلك سمي كوفة . قال nindex.php?page=showalam&ids=14065الحافظ أبو بكر الحازمي وغيره : ويقال للكوفة أيضا كوفان بضم الكاف .
قوله : ( فذكروا من صلاته ) أي أنه لا يحسن الصلاة .
قوله : ( فأرسل إليه عمر - رضي الله عنه ) فيه أن الإمام إذا شكي إليه نائبه بعث إليه واستفسره عن ذلك ، وأنه إذا خاف مفسدة باستمراره في ولايته ووقوع فتنة عزله ، فلهذا عزله عمر - رضي الله عنه - مع أنه لم يكن فيه خلل ، ولم يثبت ما يقدح في ولايته وأهليته ، وقد ثبت في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في حديث مقتل عمر والشورى أن عمر - رضي الله عنه - قال : إن أصابت الإمارة سعدا فذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة .
قوله : ( لا أخرم عنها ) هو بفتح الهمزة وكسر الراء أي لا أنقص .
قوله : ( إني لأركد بهم في الأوليين ) يعني أطولهما وأديمهما وأمدهما كما قاله في الرواية الأخرى من قولهم : ركدت السفن والريح والماء إذا سكن ومكث .
وقوله : ( وأحذف في الأخريين ) يعني أقصرهما عن الأوليين لا أنه يخله بالقراءة ويحذفها كلها .
قوله : ( ذاك الظن بك أبا إسحاق ) فيه مدح الرجل الجليل في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه ، والنهي عن ذلك إنما هو لمن خيف عليه الفتنة ، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيح بالأمرين ، وجمع العلماء بينهما بما ذكرته وقد أوضحتهما في كتاب الأذكار ، وفيه خطاب الرجل الجليل بكنيته دون اسمه .