واختلف أصحابنا وغيرهم من العلماء - رحمهم الله تعالى - في أن استقبال بيت المقدس هل كان ثابتا بالقرآن أم باجتهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فحكى nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي في الحاوي وجهين في ذلك لأصحابنا . قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - : ذهب إليه أكثر العلماء أنه كان بسنة لا بقرآن ، فعلى هذا يكون فيه دليل لقول من قال : إن القرآن ينسخ السنة ، وهو قول أكثر الأصوليين المتأخرين ، وهو أحد قولي nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله تعالى - .
والقول الثاني له وبه قال طائفة : لا يجوز ؛ لأن السنة مبينة للكتاب فكيف ينسخها؟ وهؤلاء يقولون : لم يكن استقبال بيت المقدس بسنة ، بل كان بوحي . قال الله تعالى : وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الآية . واختلفوا أيضا في عكسه وهو نسخ السنة للقرآن ، فجوزه الأكثرون ، ومنه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله تعالى - وطائفة .
قوله : ( بيت المقدس ) فيه لغتان مشهورتان : إحداهما : فتح الميم وإسكان القاف ، والثانية : ضم [ ص: 183 ] الميم وفتح القاف ، ويقال فيه أيضا : إيلياء ، والياء . وأصل المقدس والتقديس من التطهير . وقد أوضحته مع بيان لغاته وتصريفه واشتقاقه في تهذيب الأسماء .