27 حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11920أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13709عبيد الله الأشجعي عن nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول عن nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=657047كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير قال فنفدت أزواد القوم قال حتى هم بنحر بعض حمائلهم قال فقال عمر يا رسول الله لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها قال ففعل قال فجاء ذو البر ببره وذو التمر بتمره قال وقال مجاهد وذو النواة بنواه قلت وما كانوا يصنعون بالنوى قال كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء قال فدعا عليها حتى ملأ القوم أزودتهم قال فقال عند ذلك أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة
قوله : ( حدثنا عبيد الله الأشجعي عن nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث ) وفي الرواية الأخرى ( عن الأعمش عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أو عن أبي سعيد شك الأعمش قال : لما كان يوم غزوة تبوك الحديث ) هذان الإسنادان مما استدركه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وعلله . فأما الأول فعلله من جهة أن أبا أسامة وغيره خالفوا عبيد الله الأشجعي فرووه عن nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح مرسلا وأما الثاني فعلله لكونه اختلف فيه عن الأعمش . فقيل فيه أيضا عنه عن أبي صالح عن جابر وكان الأعمش يشك فيه . قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - : هذان الاستدراكان من nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني مع أكثر استدراكاته على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم قدح في أسانيدهما غير مخرج لمتون الأحاديث من حيز [ ص: 180 ] الصحة . وقد ذكر في هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=12147أبو مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي الحافظ فيما أجاب nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن استدراكاته على مسلم - رحمه الله - أن الأشجعي ثقة مجود ، فإذا جود ما قصر فيه غيره حكم له به ومع ذلك فالحديث له أصل ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برواية الأعمش له مسندا ، وبرواية nindex.php?page=showalam&ids=17349يزيد بن أبي عبيد nindex.php?page=showalam&ids=12443وإياس بن سلمة بن الأكوع عن سلمة . قال الشيخ : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن سلمة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وأما شك الأعمش فهو غير قادح في متن الحديث فإنه شك في عين الصحابي الراوي له وذلك غير قادح لأن الصحابة - رضي الله عنهم - كلهم عدول . هذا آخر كلام الشيخ أبي عمرو - رحمه الله - . قلت : وهذان الاستدراكان لا يستقيم واحد منهما .
أما الأول : فلأنا قدمنا في الفصول السابقة أن الحديث الذي رواه بعض الثقات موصولا وبعضهم مرسلا فالصحيح الذي قاله الفقهاء وأصحاب الأصول والمحققون من المحدثين أن الحكم لرواية الوصل سواء كان راويها أقل عددا من رواية الإرسال ، أو مساويا لها ; لأنها زيادة ثقة . فهذا موجود هنا وهو كما قال nindex.php?page=showalam&ids=12147الحافظ أبو مسعود الدمشقي جود وحفظ ما قصر فيه غيره . وأما الثاني : فلأنهم قالوا : إذا قال الراوي : حدثني فلان أو فلان وهما ثقتان احتج به بلا خلاف ; لأن المقصود الرواية عن ثقة مسمى ، وقد حصل . وهذه قاعدة ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب البغدادي في الكفاية ، وذكرها غيره . وهذا في غير الصحابة ففي الصحابة أولى ; فإنهم كلهم عدول . فلا غرض في تعيين الراوي منهم . والله أعلم .
وأما ضبط لفظ الإسناد فمغول بكسر الميم وإسكان الغين المعجمة وفتح الواو .
وأما ( مصرف ) فبضم الميم وفتح الصاد المهملة وكسر الراء . هذا هو المشهور المعروف في كتب المحدثين وأصحاب المؤتلف ، وأصحاب أسماء الرجال وغيرهم . وحكى الإمام أبو عبد الله القلعي الفقيه الشافعي في كتابه ( ألفاظ المهذب ) أنه يروى بكسر الراء وفتحها . وهذا الذي حكاه من رواية الفتح غريب منكر ولا أظنه يصح وأخاف أن يكون قلد فيه بعض الفقهاء أو بعض النسخ أو نحو ذلك ، وهذا كثير يوجد مثله في كتب الفقه ، وفي الكتب المصنفة في شرح ألفاظها ، فيقع فيها تصحيفات ونقول غريبة لا تعرف . وأكثر هذه أغاليط لكون الناقلين لها لم يتحروا فيها . والله أعلم .
قوله : ( حتى هم بنحر بعض حمائلهم ) روي بالحاء وبالجيم . وقد نقل جماعة من الشراح الوجهين لكن اختلفوا في الراجح منهما - فممن نقل الوجهين صاحب التحرير nindex.php?page=showalam&ids=12795والشيخ أبو عمرو بن الصلاح ، وغيرهما . واختار صاحب التحرير الجيم . وجزم القاضي عياض بالحاء ولم يذكر غيرها . قال الشيخ أبو عمرو - رحمه الله - : وكلاهما صحيح فهو بالحاء جمع حمولة بفتح الحاء وهي الإبل التي تحمل . وبالجيم جمع جمالة بكسرها جمع جمل . ونظيره حجر وحجارة . والجمل هو الذكر دون الناقة وفي هذا الذي هم به النبي - صلى الله عليه وسلم - بيان لمراعاة المصالح وتقديم الأهم فالأهم وارتكاب أخف [ ص: 181 ] الضررين لدفع أضرهما . والله أعلم .
قوله : ( فقال عمر - رضي الله عنه - : يا رسول الله لو جمعت ما بقي من أزواد القوم ) هذا فيه بيان جواز عرض المفضول على الفاضل ما يراه مصلحة لينظر الفاضل فيه ، فإن ظهرت له مصلحة فعله ويقال : بقي بكسر القاف وفتحها والكسر لغة أكثر العرب . وبها جاء القرآن الكريم والفتح لغة طي . وكذا يقولون فيما أشبهه والله أعلم .
قوله : ( فجاء ذو البر ببره ، وذو التمر بتمره . قال : وقال مجاهد : وذو النواة بنواه ) هكذا هو في أصولنا وغيرها . الأول النواة بالتاء في آخره والثاني بحذفها . وكذا نقله القاضي عياض عن الأصول كلها ثم قال : ووجهه ذو النوى بنواه كما قال ذو التمر بتمره . قال الشيخ أبو عمرو : وجدته في كتاب أبي نعيم المخرج على صحيح مسلم ذو النوى بنواه . قال : وللواقع في كتاب مسلم وجه صحيح وهو أن يجعل النواة عبارة عن جملة من النوى أفردت عن غيرها كما أطلق اسم الكلمة على القصيدة أو تكون النواة من قبيل ما يستعمل في الواحد والجمع . ثم إن القائل قال : مجاهد هو طلحة بن مصرف . قاله nindex.php?page=showalam&ids=16389الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري . والله أعلم .
قوله : ( كانوا يمصونها ) هو بفتح الميم هذه اللغة الفصيحة المشهورة ويقال : مصصت الرمانة والتمرة وشبههما بكسر الصاد أمصها بفتح الميم . وحكى الزهري عن بعض العرب ضم الميم . وحكى أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح عن ثعلب عن ابن الأعرابي هاتين اللغتين ( مصصت ) بكسر الصاد ( أمص ) بضم الميم ، ومصصت بفتح الصاد أمص بضم الميم مصا فيهما فأنا ماص وهي ممصوصة . وإذا أمرت منهما قلت مص الرمانة ومصها ومصها ومصها ومصها فهذه خمس لغات في الأمر فتح الميم مع الصاد ومع كسرها وضم الميم مع فتح الصاد ومع كسرها وضمها هذا كلام ثعلب . والفصيح المعروف في مصها ونحوه مما يتصل به هاء التأنيث لمؤنث أنه يتعين فتح ما يلي الهاء ولا يكسر ولا يضم .
قوله : ( حتى ملأ القوم أزودتهم ) هكذا الرواية فيه في جميع الأصول وكذا نقله عن الأصول جميعها القاضي عياض وغيره . قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح : الأزودة جمع زاد وهي لا تملأ إنما تملأ بها أوعيتها قال ووجهه عندي أن يكون المراد حتى ملأ القوم أوعية أزودتهم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه . قال القاضي عياض : ويحتمل أنه سمى الأوعية أزوادا باسم ما فيها كما في نظائره . والله أعلم .
وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة الظاهرة . وما أكثر نظائره [ ص: 182 ] التي يزيد مجموعها على شرط التواتر ويحصل العلم القطعي وقد جمعها العلماء وصنفوا فيها كتبا مشهورة . والله أعلم .