قوله : ( لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة ) هكذا ضبطناه ( يوم غزوة تبوك ) والمراد باليوم هنا الوقت والزمان لا اليوم الذي هو ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس . وليس في كثير من الأصول أو أكثرها ذكر اليوم هنا . وأما الغزوة فيقال فيها أيضا الغزاة . وأما ( تبوك ) فهي من أدنى أرض الشام . والمجاعة بفتح الميم وهو الجوع الشديد .
قوله : ( فقالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا ) النواضح من الإبل التي يستقى عليها . قال أبو عبيد : الذكر منها ناضح والأنثى ناضحة . قال صاحب ( التحرير ) : قوله ( وادهنا ) ليس مقصوده ما هو المعروف من الادهان وإنما معناه : اتخذنا دهنا من شحومها . وقولهم : ( لو أذنت لنا ) هذا من أحسن آداب خطاب الكبار والسؤال منهم . فيقال : لو فعلت كذا . أو أمرت بكذا ، لو أذنت في كذا ، وأشرت بكذا .
قوله : ( فجاء عمر فقال : يا رسول الله إن فعلت قل الظهر ) فيه جواز الإشارة على الأئمة والرؤساء . وأن للمفضول أن يشير عليهم بخلاف ما رأوه إذا ظهرت مصلحته عنده ، وأن يشير عليهم بإبطال ما أمروا بفعله . والمراد بالظهر هنا الدواب ، سميت ظهرا لكونها يركب على ظهرها ، أو لكونها يستظهر بها ويستعان على السفر .
قوله : ( ثم ادع الله تعالى لهم عليها بالبركة لعل الله تعالى أن يجعل في ذلك ) هكذا وقع في الأصول التي رأينا . وفيه محذوف تقديره يجعل في ذلك بركة أو خيرا أو نحو ذلك . فحذف المفعول به لأنه فضلة . وأصل البركة كثرة الخير وثبوته . وتبارك الله ثبت الخير عنده ، وقيل غير ذلك .
قوله : ( فدعا بنطع ) فيه أربع لغات مشهورة أشهرها : كسر النون مع فتح الطاء والثانية : بفتحهما . والثالثة : بفتح النون مع إسكان الطاء . والرابعة : بكسر النون مع إسكان الطاء .