قوله : ( قمنا فعدلنا الصفوف ) إشارة إلى أن هذه سنة معهودة عندهم ، وقد أجمع العلماء على استحباب تعديل الصفوف والتراص فيها ، وقد سبق بيانه في بابه .
( فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا قام في مصلاه قبل أن يكبر ، ذكر فانصرف وقال لنا : مكانكم فلم نزل قياما ننتظره حتى خرج إلينا وقد اغتسل ) فقوله : ( قبل أن يكبر ) صريح في أنه لم يكن كبر ودخل في الصلاة ، ومثله : قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ( وانتظرنا تكبيره ) ، وفي رواية أبي داود : ( أنه كان دخل في الصلاة ) فتحمل هذه الرواية على أن المراد بقوله : ( دخل في الصلاة ) أنه قام في مقامه للصلاة ، وتهيأ للإحرام بها ، ويحتمل أنهما قضيتان ، وهو الأظهر ، وظاهر هذه الأحاديث أنه لما اغتسل وخرج لم يجددوا إقامة الصلاة ، وهذا محمول على قرب الزمان ، فإن طال فلا بد من إعادة الإقامة ، ويدل على قرب الزمان في هذا الحديث قوله : - صلى الله عليه وسلم - ( مكانكم ) وقوله : خرج إلينا ورأسه ينطف . وفيه جواز النسيان في العبادات على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . وقد سبق بيان هذه المسألة قريبا .
قوله : ( ينطف ) بكسر الطاء وضمها لغتان مشهورتان أي يقطر . وفيه دليل على طهارة الماء المستعمل .