قوله : ( بهذا أمرت ) روي بضم التاء وفتحها وهما ظاهران .
قوله : ( أوإن جبريل ) هو بفتح الواو وكسر الهمزة .
قوله : ( أخر عمر بن عبد العزيز العصر فأنكر عليه عروة ، وأخرها المغيرة فأنكر عليه أبو مسعود الأنصاري ، واحتجا بإمامة جبريل - عليه السلام ) أما تأخيرهما فلكونهما لم يبلغهما الحديث ، أو أنهما كانا يريان جواز التأخير ما لم يخرج الوقت كما هو مذهبنا ومذهب الجمهور .
وأما احتجاج أبي مسعود وعروة بالحديث فقد يقال : قد ثبت في الحديث في سنن أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وغيرهما من رواية ابن [ ص: 254 ] عباس وغيره في إمامة جبريل - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى الصلوات الخمس مرتين في يومين ، فصلى الخمس في اليوم الأول في أول الوقت ، وفي اليوم الثاني في آخر وقت الاختيار ، وإذا كان كذلك فكيف يتوجه الاستدلال بالحديث؟ وجوابه أنه يحتمل أنهما أخرا العصر عن الوقت الثاني ، وهو مصير ظل كل شيء مثليه . والله أعلم .
قوله : ( كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر ) وفي رواية : ( يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يفئ الفيء بعد ) . وفي رواية ( والشمس واقعة في حجرتي ) معناه كله : التبكير بالعصر في أول وقتها وهو حين يصير ظل كل شيء مثله ، وكانت الحجرة ضيقة العرصة ، قصيرة الجدار بحيث يكون طول جدارها أقل من مساحة العرصة بشيء يسير ، فإذا صار ظل الجدار مثله دخل وقت العصر ، وتكون الشمس بعد في أواخر العرصة لم يقع الفيء في الجدار الشرقي . وكل الروايات محمولة على ما ذكرناه . وبالله التوفيق .