باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان
35 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12129عبيد الله بن سعيد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد قالا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14797أبو عامر العقدي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=657058عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان
[ ص: 202 ] قوله : ( أبو عامر العقدي ) هو بفتح العين والقاف . واسمه عبد الملك بن عمرو بن قيس . وقد تقدم بيانه واضحا في أول المقدمة في باب النهي عن الرواية عن الضعفاء .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753764الإيمان بضع وسبعون شعبة ) هكذا رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=14797أبي عامر العقدي عن nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفي رواية زهير عن جرير عن سهيل عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بضع وسبعون أو بضع وستون كذا وقع في مسلم من رواية سهيل بضع وسبعون أو بضع وستون على الشك . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في أول الكتاب من رواية العقدي بضع وستون بلا شك . ورواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وغيرهما من رواية سهيل بضع وسبعون بلا شك ورواه الترمذي من طريق آخر وقال فيه أربعة وستون بابا . واختلف العلماء في الراجحة من الروايتين فقال القاضي عياض : الصواب ما وقع في سائر الأحاديث ولسائر الرواة بضع وستون وقال الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - تعالى : هذا الشك الواقع في رواية سهيل هو من سهيل . كذا . قاله الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي - رحمه الله - . وقد روي عن سهيل بضع وسبعون من غير شك . وأما nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال فإنه رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار على القطع من غير شك وهي الرواية الصحيحة أخرجاها في الصحيحين غير أنها فيما عندنا من كتاب مسلم بضع وسبعون وفيما عندنا من كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بضع وستون .
وقد نقلت كل واحدة عن كل واحد من الكتابين ولا إشكال في أن كل واحدة منهما رواية معروفة في طرق روايات هذا الحديث واختلفوا في الترجيح قال : والأشبه بالإتقان والاحتياط ترجيح رواية الأقل . قال : ومنهم من رجح رواية الأكثر ، وإياها اختار أبو عبد الله الحليمي ; فإن الحكم لمن حفظ الزيادة جازما بها .
قال الشيخ : ثم إن الكلام في تعيين هذه الشعب يطول وقد صنفت في ذلك مصنفات . ومن أغزرها فوائد كتاب ( المنهاج ) nindex.php?page=showalam&ids=14164لأبي عبد الله الحليمي إمام الشافعيين ببخارى . وكان من رفعاء أئمة المسلمين . وحذا حذوه الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي - رحمه الله - في كتابه الجليل الحفيل كتاب " شعب الإيمان هذا كلام الشيخ .
قال القاضي عياض - رحمه الله - : البضع [ ص: 203 ] والبضعة بكسر الباء فيهما وفتحها هذا في العدد فأما بضعة اللحم فبالفتح لا غير . والبضع في العدد ما بين الثلاث والعشر . وقيل : من ثلاث إلى تسع . وقال الخليل : البضع سبع . وقيل : ما بين اثنين إلى عشرة ، وما بين اثني عشر إلى عشرين . ولا يقال في اثني عشر . قلت : وهذا القول هو الأشهر الأظهر . وأما الشعبة فهي القطعة من الشيء فمعنى الحديث : بضع وسبعون خصلة . قال القاضي عياض - رحمه الله - : وقد تقدم أن أصل الإيمان في اللغة التصديق ، وفي الشرع تصديق القلب واللسان . وظواهر الشرع تطلقه على الأعمال كما وقع هنا ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753822أفضلها لا إله إلا الله ) ، وآخرها ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753823إماطة الأذى عن الطريق ) ، وقد قدمنا أن كمال الإيمان بالأعمال ، وتمامه بالطاعات ، وأن التزام الطاعات وضم هذه الشعب من جملة التصديق ، ودلائل عليه ، وأنها خلق أهل التصديق فليست خارجة عن اسم الإيمان الشرعي ولا اللغوي . وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - على أن أفضلها التوحيد المتعين على كل أحد ، والذي لا يصح شيء من الشعب إلا بعد صحته . وأدناها ما يتوقع ضرره بالمسلمين من إماطة الأذى عن طريقهم . وبقي بين هذين الطرفين أعداد لو تكلف المجتهد تحصيلها بغلبة الظن ، وشدة التتبع لأمكنه . وقد فعل ذلك بعض من تقدم .
وفي الحكم بأن ذلك مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - صعوبة ، ثم إنه لا يلزم معرفة أعيانها ، ولا يقدح جهل ذلك في الإيمان إذ أصول الإيمان وفروعه معلومة محققة ، والإيمان بأنها هذا العدد واجب في الجملة . هذا كلام القاضي - رحمه الله - .
وقال الإمام الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم بن حبان بكسر الحاء : تتبعت معنى هذا الحديث مدة ، وعددت الطاعات فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئا كثيرا ، فرجعت إلى السنن فعددت كل طاعة عدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين ، فرجعت إلى كتاب الله تعالى فقرأته بالتدبر وعددت كل طاعة عدها الله تعالى من الإيمان فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين ، فضممت الكتاب إلى السنن ، وأسقطت المعاد فإذا كل شيء عده الله تعالى ونبيه - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان تسع وسبعون شعبة لا يزيد عليها ولا تنقص ، فعلمت أن مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا العدد في الكتاب والسنن . وذكر أبو حاتم - رحمه الله - جميع ذلك في كتاب وصف الإيمان وشعبه وذكر أن رواية من روى بضع وستون شعبة أيضا صحيحة ; فإن العرب قد تذكر للشيء عددا ولا تريد نفي ما سواه . وله نظائر أوردها في كتابه منها في أحاديث الإيمان والإسلام . والله تعالى أعلم .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753824والحياء شعبة من الإيمان ) وفي الرواية الأخرى ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753825الحياء من الإيمان ) وفي الأخرى ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753826الحياء لا يأتي إلا بخير ) وفي الأخرى ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753827الحياء خير كله أو قال كله خير ) الحياء ممدود وهو الاستحياء . قال الإمام الواحدي - رحمه الله - تعالى : قال أهل اللغة الاستحياء من الحياة ، واستحيا الرجل : من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع العيب . قال : فالحياء من قوة الحس ولطفه وقوة الحياة . وروينا في رسالة الإمام الأستاذ nindex.php?page=showalam&ids=14999أبي القاسم القشيري عن السيد الجليل nindex.php?page=showalam&ids=14020أبي القاسم الجنيد - رضي الله عنه - قال : الحياء رؤية الآلاء أي النعم ، ورؤية التقصير ، فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء . وقال القاضي عياض وغيره [ ص: 204 ] من الشراح : إنما جعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزة لأنه قد يكون تخلقا واكتسابا كسائر أعمال البر ، وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية وعلم فهو من الإيمان بهذا ، ولكونه باعثا على أفعال البر ، ومانعا من المعاصي . وأما كون الحياء خيرا كله ، ولا يأتي إلا بخير فقد يشكل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحيي أن يواجه بالحق من يجله ، فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر . وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة . وجواب هذا ما أجاب به جماعة من الأئمة منهم الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - أن هذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة وإنما تسميته حياء من إطلاق بعض أهل العرف أطلقوه مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي وإنما حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ، ونحو هذا ، ويدل عليه ما ذكرناه عن الجنيد - رضي الله عنه - ، والله أعلم .