وأما أسماء رجال الباب فقال مسلم - رحمه الله - . في الإسناد الأول : ( وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16958محمد بن رمح بن المهاجر حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو ) يعني ابن العاصي قال مسلم - رحمه الله - : ( حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمر المصري أخبرنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - . وهذان الإسنادان كلهم مصريون أئمة جلة وهذا من عزيز الأسانيد في مسلم بل في غيره ; فإن اتفاق جميع الرواة في كونهم مصريين في غاية القلة ، ويزداد قلة باعتبار الجلالة .
فأما ( عبد الله بن عمرو بن العاصي - رضي الله عنهما - ) فجلالته وفقهه وكثرة حديثه وشدة ورعه وزهادته وإكثاره من الصلاة والصيام وسائر العبادات وغير ذلك من أنواع الخير فمعروفة مشهورة لا يمكن استقصاؤها . فرضي الله عنه .
وأما ( nindex.php?page=showalam&ids=17060أبو الخير ) بالخاء المعجمة واسمه مرثد بالمثلثة ابن عبد الله اليزني بفتح المثناة تحت والزاي منسوب إلى يزن بطن من حمير . قال أبو سعيد بن يونس : كان أبو الخير مفتي أهل مصر في زمانه ، مات سنة سبعين من الهجرة .
وأما ( nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب ) فكنيته أبو رجاء وهو تابعي . قال ابن يونس : وكان مفتي أهل مصر في زمانه ، وكان حليما عاقلا ، وكان أول من أظهر العلم بمصر والكلام في الحلال والحرام ، وقبل ذلك كانوا يتحدثون بالفتن والملاحم والترغيب في الخير . وقال الليث بن سعد : يزيد سيدنا وعالمنا . واسم أبي حبيب سويد .
وأما الليث بن سعد - رضي الله عنه - فإمامته وجلالته وصيانته وبراعته وشهادة أهل عصره بسخائه وسيادته وغير ذلك من جميل حالاته أشهر من أن تذكر ، وأكثر من أن تحصر . ويكفي في جلالته شهادة [ ص: 209 ] الإمامين الجليلين nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وابن بكير - رحمهما الله تعالى - أن الليث أفقه من مالك - رضي الله عنهم - أجمعين . فهذان صاحبا مالك - رحمه الله - وقد شهدا بما شهدا ، وهما بالمنزلة المعروفة من الإتقان والورع ، وإجلال مالك ، ومعرفتهما بأحواله . هذا كله مع ما قد علم من جلالة مالك وعظم فقهه - رضي الله عنه - . قال nindex.php?page=showalam&ids=16958محمد بن رمح : كان دخل الليث ثمانين ألف دينار ما أوجب الله تعالى ، عليه زكاة قط . وقال قتيبة : لما قدم الليث أهدى له مالك من طرف المدينة ، فبعث إليه الليث ألف دينار . وكان الليث مفتي أهل مصر في زمانه .
وأما ( nindex.php?page=showalam&ids=16958محمد بن رمح ) فقال : ابن يونس : هو ثقة ثبت في الحديث وكان أعلم الناس بأخبار البلد وفقهه ، وكان إذا شهد في كتاب دار علم أهل البلد أنها طيبة الأصل . وذكره nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فقال : ما أخطأ في حديث ، ولو كتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحاب مالك . وأثنى عليه غيرهما . والله أعلم .
وأما ( nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ) فعلمه وورعه وزهده وحفظه وإتقانه وكثرة حديثه واعتماد أهل مصر عليه وإخبارهم بأن حديث أهل مصر وما والاها يدور عليه فكله أمر معروف مشهور في كتب أئمة هذا الفن . وقد بلغنا عن مالك بن أنس - رضي الله عنه - أنه لم يكتب إلى أحد وعنونه بالفقه إلا إلى ابن وهب - رحمه الله - .
وأما ( عمرو بن الحارث ) فهو مفتي أهل مصر في زمنه وقارئهم . قال أبو زرعة - رحمه الله - : لم يكن له نظير في الحفظ في زمنه وقال أبو حاتم : كان أحفظ الناس في زمانه ، وقال مالك بن أنس : عمرو بن الحارث درة الغواص . وقال : هو مرتفع الشأن . وقال ابن وهب : سمعت من ثلثمائة وسبعين شيخا فما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث . - رحمه الله - . والله أعلم .