51 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13608ابن نمير حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16421أبي ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16410ابن إدريس كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسمعيل بن أبي خالد ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17308يحيى بن حبيب الحارثي واللفظ له حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسمعيل قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16834قيسا يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود قال nindex.php?page=hadith&LINKID=657080أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال ألا إن الإيمان ههنا وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر
قد اختلف في مواضع هذا الحديث ، وقد جمعها القاضي عياض - رحمه الله - ، ونقحها مختصرة بعده [ ص: 224 ] الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - ، وأنا أحكي ما ذكره . قال : أما ما ذكر من نسبة الإيمان إلى أهل اليمن فقد صرفوه عن ظاهره من حيث إن مبدأ الإيمان من مكة ثم من المدينة حرسهما الله تعالى فحكى أبو عبيد إمام الغرب ثم من بعده في ذلك أقوالا
أحدها : أنه أراد بذلك مكة فإنه يقال : إن مكة من تهامة ، وتهامة من أرض اليمن .
والثاني : أن المراد مكة والمدينة ، فإنه يروى في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال هذا الكلام وهو بتبوك ، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن ، فأشار إلى ناحية اليمن ، وهو يريد مكة والمدينة ، فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=752307الإيمان يمان ونسبهما إلى اليمن لكونهما حينئذ من ناحية اليمن ، كما قالوا الركن اليماني وهو بمكة لكونه إلى ناحية اليمن .
والثالث : ما ذهب إليه كثير من الناس وهو أحسنها عند أبي عبيد أن المراد بذلك الأنصار لأنهم يمانون في الأصل فنسب الإيمان إليهم لكونهم أنصاره .
قال الشيخ أبو عمرو - رحمه الله - : ولو جمع أبو عبيد ومن سلك سبيله طرق الحديث بألفاظه كما جمعها مسلم وغيره ، وتأملوها لصاروا إلى غير ما ذكروه ، ولما تركوا الظاهر ، ولقضوا بأن المراد [ ص: 225 ] اليمن ، وأهل اليمن على ما هو المفهوم من إطلاق ذلك ; إذ من ألفاظه أتاكم أهل اليمن والأنصار من جملة المخاطبين بذلك فهم إذن غيرهم . وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=753865جاء أهل اليمن وإنما جاء حينئذ غير الأنصار ثم إنه - صلى الله عليه وسلم - وصفهم بما يقضي بكمال إيمانهم ورتب عليه ( الإيمان يمان ) فكان ذلك إشارة للإيمان إلى من أتاه من أهل اليمن لا إلى مكة والمدينة . ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره ، وحمله على أهل اليمن حقيقة ; لأن من اتصف بشيء وقوي قيامه به ، وتأكد اطلاعه منه ، ينسب ذلك الشيء إليه إشعارا بتميزه به ، وكمال حاله فيه ، وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان ، وحال الوافدين منه في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفي أعقاب موته nindex.php?page=showalam&ids=12338كأويس القرني ، nindex.php?page=showalam&ids=12150وأبي مسلم الخولاني ، - رضي الله عنهما ، وشبههما ممن سلم قلبه ، وقوي إيمانه فكانت نسبة الإيمان إليهم لذلك إشعارا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي له عن غيرهم ، فلا منافاة بينه وبين قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=752308الإيمان في أهل الحجاز ثم المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان فإن اللفظ لا يقتضيه . هذا هو الحق في ذلك ونشكر الله تعالى على هدايتنا له . والله أعلم .
قال : وأما ما ذكر من الفقه والحكمة فالفقه هنا عبارة عن الفهم في الدين ، واصطلح بعد ذلك الفقهاء وأصحاب الأصول على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية بالاستدلال على أعيانها .
وأما الحكمة ففيها أقوال كثيرة مضطربة قد اقتصر كل من قائليها على بعض صفات الحكمة . وقد صفا لنا منها أن الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالأحكام ، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى ، المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس ، وتحقيق الحق ، والعمل به ، والصد عن اتباع الهوى والباطل . والحكيم من له ذلك .
وقال أبو بكر بن دريد : كل كلمة وعظتك ، وزجرتك ، أو دعتك إلى مكرمة ، أو نهتك عن قبيح ، فهي حكمة وحكم . منه قول - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=753866إن من الشعر حكمة وفي بعض الروايات حكما . والله أعلم .
قال الشيخ وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( يمان ويمانية ) هو بتخفيف الياء عند جماهير أهل العربية لأن الألف المزيدة فيه عوض من ياء النسب المشددة فلا يجمع بينهما . وقال ابن السيد في كتابه ( الاقتضاب ) : حكى المبرد وغيره أن التشديد لغة . قال الشيخ : وهذا غريب . قلت : وقد حكى الجوهري وصاحب المطالع وغيرهما من العلماء عن nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : أنه حكى عن بعض العرب أنهم يقولون اليماني بالياء [ ص: 226 ] المشددة وأنشد لأمية بن خلف :
يمانيا يظل يشب كيرا وينفخ دائما لهب الشواظ
والله أعلم .
قال الشيخ وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753867ألين قلوبا وأرق أفئدة ) المشهور أن الفؤاد هو القلب . فعلى هذا يكون كرر لفظ القلب بلفظين ، وهو أولى من تكريره بلفظ واحد . وقيل : الفؤاد غير القلب ، وهو عين القلب ، وقيل : باطن القلب ، وقيل : غشاء القلب . وأما وصفها باللين والرقة والضعف فمعناه أنها ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثير بقوارع التذكير سالمة من الغلظ والشدة والقسوة التي وصف بها قلوب الآخرين .
قال : وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( في الفدادين ) فزعم أبو عمرو الشيباني أنه بتخفيف الدال وهو جمع ( فدان ) بتشديد الدال وهو عبارة عن البقر التي يحرث عليها . حكاه عنه أبو عبيد ، وأنكره عليه . وعلى هذا المراد بذلك أصحابها فحذف المضاف . والصواب في ( الفدادين ) بتشديد الدال جمع ( فداد ) بدالين أولاهما مشددة . وهذا قول أهل الحديث ، nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي ، وجمهور أهل اللغة . وهو من ( الفديد ) وهو الصوت الشديد . فهم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم ، وخيلهم وحروثهم ، ونحو ذلك . وقال أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=12078معمر بن المثنى : هم المكثرون من الإبل الذين يملك أحدهم المائتين منها إلى الألف .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753869حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر ) . قوله ( ربيعة ومضر ) بدل من الفدادين ، وأما قرنا الشيطان فجانبا رأسه ، وقيل : هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس ، وقيل : شيعتاه من الكفار . والمراد بذلك اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر كما قال في الحديث الآخر : nindex.php?page=hadith&LINKID=753870رأس الكفر نحو المشرق وكان ذلك في عهده - صلى الله عليه وسلم - حين قال ذلك ، ويكون حين يخرج الدجال من المشرق . وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة ، ومثار الكفرة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس .
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( الفخر والخيلاء ) فالفخر هو الافتخار ، وعد المآثر القديمة تعظيما والخيلاء الكبر واحتقار الناس .
وأما قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=753871في أهل الخيل والإبل الفدادين أهل الوبر ) فالوبر وإن كان من الإبل دون الخيل فلا يمتنع أن يكون قد وصفهم بكونهم جامعين بين الطمأنينة والسكون . على خلاف ما ذكره من صفة الفدادين . هذا آخر ما ذكره الشيخ أبو عمرو - رحمه الله - وفيه كفاية فلا نطول بزيادة عليه . والله أعلم .
وأما أسانيد الباب فقال مسلم - رحمه الله - : ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة قال : وحدثنا [ ص: 227 ] ابن نمير حدثنا أبي قال : وحدثنا أبو كريب حدثنا ابن إدريس كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد قال : وحدثنا يحيى بن حبيب حدثنا معتمر عن إسماعيل قال : سمعت قيسا يروي عن أبي مسعود ) ، هؤلاء كلهم كوفيون إلا يحيى بن حبيب ومعتمرا فإنهما بصريان . وقد تقدم أن اسم nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة : عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة ، وأن nindex.php?page=showalam&ids=11804أبا أسامة : حماد بن أسامة ، nindex.php?page=showalam&ids=13608وابن نمير محمد بن عبد الله بن نمير ، nindex.php?page=showalam&ids=12137وأبو كريب محمد بن العلاء ، وابن إدريس عبد الله ، وأبو خالد هرمز ، وقيل : سعد ، وقيل : كثير . وأبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري - رضي الله عنهم - . وفي الإسناد الآخر الدارمي وقد تقدم في مقدمة الكتاب أنه منسوب إلى جد للقبيلة اسمه دارم ، وفيه أبو اليمان واسمه nindex.php?page=showalam&ids=11931الحكم بن نافع ، وبعده أبو معاوية محمد بن خازم بالخاء المعجمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش سليمان بن مهران ، nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح ذكوان ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=11862وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس . وكل هذا وإن كان ظاهرا وقد تقدم فإنما أقصد بتكريره وذكره الإيضاح لمن لا يكون من أهل هذا الشأن فربما وقف على هذا الباب ، وأراد معرفة اسم بعض هؤلاء ليتوصل به إلى مطالعة ترجمته ، ومعرفة حاله ، أو غير ذلك من الأغراض ، فسهلت عليه الطريق بعبارة مختصرة . والله أعلم بالصواب .