وقوله : ( رجل غريب يسأل عن دينه لا يدري ما دينه ( فيه استحباب تلطف السائل في عبارته وسؤاله العالم . وفيه تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - ورفقه بالمسلمين ، وشفقته عليهم ، وخفض جناحه لهم . وفيه المبادرة إلى جواب المستفتي ، وتقديم أهم الأمور فأهمها ، ولعله كان سأل عن الإيمان وقواعده المهمة . وقد اتفق العلماء على أن من جاء يسأل عن الإيمان وكيفية الدخول في الإسلام وجب إجابته وتعليمه على الفور . وقعوده - صلى الله عليه وسلم - على الكرسي ليسمع الباقون كلامه ويروا شخصه الكريم . ويقال : كرسي بضم الكاف وكسرها والضم أشهر . ويحتمل أن هذه الخطبة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها خطبة أمر غير الجمعة ، ولهذا قطعها بهذا الفصل الطويل ، ويحتمل أنها كانت الجمعة واستأنفها ، ويحتمل أنه لم يحصل فصل طويل ، ويحتمل أن كلامه لهذا الغريب كان متعلقا بالخطبة فيكون منها ولا يضر المشي في أثنائها .