قوله : ( فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد فقام فكبر وصف الناس وراءه ) فيه إثبات صلاة الكسوف ، وفيه استحباب فعلها في المسجد الذي تصلى فيه الجمعة . قال أصحابنا : وإنما لم يخرج إلى المصلى لخوف فواتها بالانجلاء فالسنة المبادرة بها . وفيه استحبابها جماعة ، وتجوز فرادى ، وتشرع للمرأة والعبد والمسافر وسائر من تصح صلاته .
قولها : ( ثم رفع رأسه فقال : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقال في الرفع من الركوع الثاني مثله ) فيه دليل على استحباب الجمع بين هذين اللفظين وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ومن وافقه وسبقت المسألة في صفة سائر الصلاة ، وهو مستحب عندنا للإمام والمأموم والمنفرد يستحب لكل أحد الجمع بينهما . وفي هذا الحديث دليل على استحباب الجمع بينهما في كل رفع من الركوع في الكسوف سواء الركوع الأول والثاني .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة ) وفي رواية ( فصلوا حتى يفرج الله عنكم ) معناه : بادروا بالصلاة وأسرعوا إليها حتى يزول عنكم هذا العارض الذي يخاف كونه مقدمة عذاب .
[ ص: 507 ] قوله - صلى الله عليه وسلم : ( حين رأيتموني جعلت أقدم ) ضبطناه بضم الهمزة وفتح القاف وكسر الدال المشددة ومعناه أقدم نفسي أو رجلي ، وكذا صرح القاضي عياض بضبطه ، وضبطه جماعة أقدم بفتح الهمزة وإسكان القاف وضم الدال وهو من الإقدام وكلاهما صحيح .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( ولقد رأيت جهنم ) فيه أنها مخلوقة موجودة ، وهو مذهب أهل السنة ومعنى ( يحطم بعضها بعضا ) لشدة تلهيبها واضطرابها كأمواج البحر التي يحطم بعضها بعضا .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( ورأيت فيها عمرو بن لحي ) هو بضم اللام وفتح الحاء وتشديد الياء وفيه دليل على أن بعض الناس معذب في نفس جهنم اليوم عافانا الله وسائر المسلمين .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( حين رأيتموني تأخرت ) فيه التأخر عن مواضع العذاب والهلاك .