قوله : ( في رواية nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن جابر ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ) هذا ظاهره أنه طول الاعتدال الذي يلي السجود ولا ذكر له في باقي الروايات ولا في رواية جابر من جهة غير أبي [ ص: 509 ] الزبير . وقد نقل القاضي إجماع العلماء أنه لا يطول الاعتدال الذي يلي السجود ، وحينئذ يجاب عن هذه الرواية بجوابين أحدهما : أنها شاذة مخالفة لرواية الأكثرين فلا يعمل بها ، والثاني أن المراد بالإطالة تنفيس الاعتدال ومده قليلا ، وليس المراد إطالته نحو الركوع .
قوله - صلى الله عليه وسلم - ( عرض علي كل شيء تولجونه ) أي تدخلونه من جنة ونار وقبر ومحشر وغيرها .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( فعرضت علي الجنة وعرضت علي النار ) قال القاضي عياض : قال العلماء : تحتمل أنه رآهما رؤية عين كشف الله تعالى عنهما وأزال الحجب بينه وبينهما كما فرج له عن المسجد الأقصى حين وصفه ، ويكون قوله - صلى الله عليه وسلم : ( في عرض هذا الحائط ) أي في جهته وناحيته أو في التمثيل لقرب المشاهدة قالوا : ويحتمل أن يكون رؤية علم وعرض وحي بإطلاعه وتعريفه من أمورها تفصيلا ما لم يعرفه قبل ذلك ومن عظيم شأنهما ما زاده علما بأمرهما وخشية وتحذيرا ودوام ذكر ، ولهذا [ ص: 510 ] قال - صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3505268لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا . قال القاضي : والتأويل الأول أولى وأشبه بألفاظ الحديث لما فيه من الأمور الدالة على رؤية العين كتناوله - صلى الله عليه وسلم - العنقود وتأخره مخافة أن يصيبه لفح النار .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505269فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته ) معنى تناولت مددت يدي لآخذه . والقطف بكسر القاف العنقود ، وهو فعل بمعنى مفعول كالذبح بمعنى المذبوح ، وفيه أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان اليوم وأن في الجنة ثمارا وهذا كله مذهب أصحابنا وسائر أهل السنة خلافا للمعتزلة .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( فرأيت فيها امرأة تعذب في هرة لها ربطتها ) أي بسبب هرة .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( تأكل من خشاش الأرض ) بفتح الخاء المعجمة وهي هوامها وحشراتها ، وقيل : صغار الطير ، وحكى القاضي فتح الخاء وكسرها وضمها ، والفتح هو المشهور . قال القاضي : في هذا الحديث المؤاخذة بالصغائر . قال : وليس فيه أنها عذبت عليها بالنار . قال : ويحتمل أنها كانت كافرة فزيد في عذابها بذلك ، هذا كلامه وليس بصواب ، بل الصواب المصرح به في الحديث أنها عذبت بسبب الهرة وهو كبيرة لأنها ربطتها وأصرت على ذلك حتى ماتت ، والإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة [ ص: 511 ] كما هو مقرر في كتب الفقه وغيرها ، وليس في الحديث ما يقتضي كفر هذه المرأة .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( يجر قصبه في النار ) هو بضم القاف وإسكان الصاد وهي الأمعاء .