قوله : ( ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا إلى النساء ، ثم تقدم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه ) فيه أن العمل القليل لا يبطل الصلاة . وضبط أصحابنا القليل بما دون ثلاث خطوات متتابعات ، وقالوا : الثلاث متتابعات تبطلها . ويتأولون هذا الحديث على أن الخطوات كانت متفرقة لا متوالية ، ولا يصح تأويله على أنه كان خطوتين لأن قوله : ( انتهينا إلى النساء ) يخالفه ، وفيه استحباب صلاة الكسوف للنساء ، وفيه حضورهن وراء الرجال .
قوله : ( آضت الشمس ) هو بهمزة ممدودة هكذا ضبطه جميع الرواة ببلادنا وكذا أشار إليه [ ص: 512 ] القاضي . قالوا : ومعناه رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف ، وهو من آض يئيض إذا رجع ، ومنه قولهم : أيضا وهو مصدر منه .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( مخافة أن يصيبني من لفحها ) أي من ضرب لهبها ومنه قوله تعالى : تلفح وجوههم النار أي يضربها لهبها . قالوا : والنفح دون اللفح . قال الله تعالى : ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك أي أدنى شيء منه ، قاله الهروي وغيره .
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( ورأيت فيها صاحب المحجن ) هو بكسر الميم وهو عصا مغففة الطرف .