قوله : ( فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة ) هذا قد يستشكل من حيث أن الساعة لها مقدمات كثيرة لا بد من وقوعها ولم تكن وقعت كطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة والنار والدجال ، وقتال الترك وأشياء أخر لا بد من وقوعها قبل الساعة كفتوح الشام والعراق ومصر وغيرها وإنفاق كنوز كسرى في سبيل الله تعالى ، وقتال الخوارج ، وغير ذلك من الأمور المشهورة في الأحاديث الصحيحة [ ص: 516 ] ويجاب عنه بأجوبة أحدها لعل هذا الكسوف كان قبل إعلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الأمور ، الثاني لعله خشي أن تكون بعض مقدماتها . الثالث أن الراوي ظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يخشى أن تكون الساعة وليس يلزم من ظنه أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - خشي ذلك حقيقة بل خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مستعجلا مهتما بالصلاة وغيرها من أمر الكسوف ، مبادرا إلى ذلك ، وربما خاف أن يكون نوع عقوبة كما كان - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح تعرف الكراهة في وجهه ، ويخاف أن يكون عذابا كما سبق في آخر كتاب الاستسقاء ، فظن الراوي خلاف ذلك ولا اعتبار بظنه .