قد تقدم أن الآية هي العلامة ، ومعنى هذه الأحاديث : أن من عرف مرتبة الأنصار وما كان منهم في نصرة دين الإسلام ، والسعي في إظهاره وإيواء المسلمين وقيامهم في مهمات دين الإسلام حق القيام ، وحبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحبه إياهم ، وبذلهم أموالهم وأنفسهم بين يديه ، وقتالهم ومعاداتهم سائر الناس إيثارا للإسلام . وعرف من nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قربه [ ص: 249 ] من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وحب النبي - صلى الله عليه وسلم - له ، وما كان منه في نصرة الإسلام وسوابقه فيه ، ثم أحب الأنصار وعليا لهذا ، كان ذلك من دلائل صحة إيمانه وصدقه في إسلامه لسروره بظهور الإسلام والقيام بما يرضي الله سبحانه وتعالى ، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ومن أبغضهم كان بضد ذلك ، واستدل به على نفاقه وفساد سريرته . والله أعلم .
وأما قوله : ( فلق الحبة ) فمعناه شقها بالنبات . وقوله ( وبرأ النسمة ) هو بالهمزة أي خلق النسمة وهي بفتح النون والسين . وهي الإنسان ، وقيل : النفس . وحكى الأزهري أن النسمة هي النفس ، وأن كل دابة في جوفها روح فهي نسمة . والله أعلم .
وأما ما يتعلق بأسانيد الباب : ففيه عبد الله بن عبد الله بن جبر ; فعبد مكبر في اسمه واسم أبيه ، وجبر بفتح الجيم وإسكان الباء ، ويقال : فيه أيضا جابر .
وفيه nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب وهو معروف بالمد ، هذا هو المشهور عند أهل العلم من المحدثين ، وأهل اللغة والأخبار ، وأصحاب الفنون كلها . قال الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - : وحفظت فيه عن بعض أهل اللغة القصر والمد .
وفيه يعقوب بن عبد الرحمن القاري بتشديد الياء منسوب إلى القارة قبيلة معروفة .
وفيه nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بكسر الزاي وتشديد الراء وهو زر بن حبيش ، وهو من المعمرين أدرك الجاهلية ومات سنة اثنتين وثمانين ، وهو ابن مائة وعشرين سنة ، وقيل ابن مائة واثنتين وعشرين سنة ، وقيل مائة وسبعة وعشرين ، وهو أسدي كوفي .
وأما قول مسلم - رحمه الله - : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر قال : سمعت أنسا يقول ) ثم قال مسلم ( حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15792خالد يعني ابن الحارث حدثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله عن أنس ) فهذان الإسنادان رجالهما كلهم بصريون إلا ابن جبر فإنه أنصاري مدني . وقد قدمنا أن شعبة وإن كان واسطيا فقد استوطن البصرة . والله أعلم . [ ص: 250 ]