باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات وبيان إطلاق لفظ الكفر على غير الكفر بالله ككفر النعمة والحقوق
80 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16958محمد بن رمح بن المهاجر المصري أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=17365ابن الهاد عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=657122عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين وحدثنيه nindex.php?page=showalam&ids=12752أبو الطاهر أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=15561بكر بن مضر عن nindex.php?page=showalam&ids=17365ابن الهاد بهذا الإسناد مثله وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن بن علي الحلواني nindex.php?page=showalam&ids=14624وأبو بكر بن إسحق قالا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16736عياض بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17302يحيى بن أيوب nindex.php?page=showalam&ids=16818وقتيبة nindex.php?page=showalam&ids=16609وابن حجر قالوا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسمعيل وهو ابن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل معنى حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( رأيتكن أكثر أهل النار ) وهو بنصب ( أكثر ) إما على أن هذه الرؤية تتعدى إلى مفعولين ، وإما على الحال على مذهب nindex.php?page=showalam&ids=12751ابن السراج وأبي علي الفارسي وغيرهما ممن قال : إن ( أفعل ) لا يتعرف بالإضافة . وقيل : هو بدل من الكاف في ( رأيتكن ) .
وأما قولها : ( وما لنا أكثر أهل النار ؟ ) فمنصوب إما على الحكاية ، وإما على الحال .
وقوله ( جزلة ) بفتح الجيم وإسكان الزاي أي ذات عقل ورأي . قال ابن دريد : الجزالة العقل والوقار .
وأما ( العشير ) فبفتح العين وكسر الشين وهو في الأصل المعاشر مطلقا . والمراد هنا الزوج . وأما اللب فهو العقل . والمراد كمال العقل .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فهذا نقصان العقل ) أي علامة نقصانه .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وتمكث الليالي ما تصلي ) أي تمكث ليالي وأياما لا تصلي بسبب الحيض . وتفطر أياما من رمضان بسبب الحيض . والله أعلم .
واتفق العلماء على تحريم اللعن فإنه في اللغة الإبعاد والطرد ، وفي الشرع الإبعاد من رحمة الله تعالى ; فلا [ ص: 251 ] يجوز أن يبعد من رحمة الله تعالى من لا يعرف حاله وخاتمة أمره معرفة قطعية . فلهذا قالوا : لا يجوز لعن أحد بعينه مسلما كان أو كافرا أو دابة إلا من علمنا بنص شرعي أنه مات على الكفر أو يموت عليه كأبي جهل ، وإبليس . وأما اللعن بالوصف فليس بحرام كلعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله والمصورين والظالمين والفاسقين والكافرين ولعن من غير منار الأرض ومن تولى غير مواليه ومن انتسب إلى غير أبيه ومن أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا وغير ذلك مما جاءت به النصوص الشرعية بإطلاقه على الأوصاف لا على الأعيان . والله أعلم .
قلت : والاختلاف في حقيقة العقل وأقسامه كثير معروف لا حاجة هنا إلى الإطالة به ، واختلفوا في محله . فقال أصحابنا المتكلمون : هو في القلب ، وقال بعض العلماء : هو في الرأس . والله أعلم .
وأما وصفه - صلى الله عليه وسلم - النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم في زمن الحيض فقد يستشكل معناه وليس بمشكل ، بل هو ظاهر فإن الدين والإيمان والإسلام مشتركة في معنى واحد كما قدمناه في مواضع ، وقد قدمنا أيضا في مواضع أن الطاعات تسمى إيمانا ودينا ، وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه ، ومن نقصت عبادته نقص دينه . ثم نقص الدين قد يكون على وجه يأثم به كمن ترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من العبادات الواجبة عليه بلا عذر ، وقد يكون على وجه لا إثم فيه كمن ترك الجمعة أو الغزو أو غير ذلك مما لا يجب عليه بلا عذر ، وقد يكون على وجه هو مكلف به كترك الحائض الصلاة والصوم . فإن قيل : فإن كانت معذورة فهل تثاب على الصلاة في زمن الحيض وإن كانت لا تقضيها كما يثاب المريض المسافر ويكتب له في مرضه وسفره مثل نوافل [ ص: 252 ] الصلوات التي كان يفعلها في صحته وحضره ؟ فالجواب أن ظاهر هذا الحديث أنها لا تثاب . والفرق أن المريض والمسافر كان يفعلها بنية الدوام عليها مع أهليته لها . والحائض ليست كذلك بل نيتها ترك الصلاة في زمن الحيض ، بل يحرم عليها نية الصلاة في زمن الحيض . فنظيرها مسافر أو مريض كان يصلي النافلة في وقت ويترك في وقت غير ناو الدوام عليها فهذا لا يكتب له في سفره ومرضه في الزمن الذي لم يكن ينتفل فيه . والله أعلم .
وأما ما يتعلق بأسانيد الباب ففيه ( nindex.php?page=showalam&ids=17365ابن الهاد ) واسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة وأسامة هو الهاد لأنه كان يوقد نارا ليهتدي إليها الأضياف ومن سلك الطريق . وهكذا يقوله المحدثون ( الهاد ) وهو صحيح على لغة . والمختار في العربية ( الهادي ) بالياء وقد قدمنا ذكر هذا في مقدمة الكتاب وغيرها . والله أعلم .
وفيه ( أبو بكر بن إسحاق ) واسمه محمد .
وفيه ( nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم ) وهو سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم الجمحي أبو محمد المصري الفقيه الجليل .
وفيه ( nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو عن المقبري ) وقد اختلف في المراد بالمقبري هنا هل هو أبو سعيد المقبري أو ابنه سعيد ؟ فإن كل واحد منهما يقال له المقبري ، وإن كان المقبري في الأصل هو أبو سعيد . فقال الحافظ أبو علي الغساني الجياني عن nindex.php?page=showalam&ids=12147أبي مسعود الدمشقي : هو أبو سعيد قال أبو علي : وهذا إنما هو في رواية إسماعيل بن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : خالفه nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال فرواه عن عمرو عن سعيد المقبري . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وقول nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال أصح . قال الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الأصفهاني في كتابه ( المخرج على صحيح مسلم ) من وجوه مرضية عن إسماعيل بن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري هكذا مبينا . لكن رويناه في مسند أبي عوانة المخرج على صحيح مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر عن أبي سعيد ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن سعيد كما سبق عن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني فالاعتماد عليه إذا . هذا كلام الشيخ . ويقال المقبري بضم الباء وفتحها وجهان مشهوران فيه وهي نسبة إلى المقبرة . وفيها ثلاث لغات ضم الباء ، وفتحها ، وكسرها ، والثالثة غريبة . قال nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي وغيره : كان أبو سعيد ينزل المقابر ، فقيل له المقبري ، وقيل : كان منزله عند المقابر وقيل : إن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جعله على حفر القبور ، فقيل له : المقبري ، وجعل نعيما على إجمار المسجد فقيل له نعيم المجمر . واسم nindex.php?page=showalam&ids=15985أبي سعيد كيسان الليثي المدني . والله أعلم .