قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505356وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا فقد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله ) قال أهل اللغة : الأعتاد : آلات الحرب من السلاح والدواب وغيرها ، والواحد عتاد بفتح العين ، ويجمع أعتادا وأعتدة . ومعنى الحديث : أنهم طلبوا من خالد زكاة أعتاده ظنا منهم أنها للتجارة ، وأن الزكاة فيها واجبة ، فقال لهم : لا زكاة لكم علي ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن خالدا منع الزكاة ، فقال لهم : إنكم تظلمونه ؛ لأنه حبسها ووقفها في سبيل الله قبل الحول عليها ، فلا زكاة فيها . ويحتمل أن يكون المراد : لو وجبت عليه زكاة لأعطاها ولم يشح بها ؛ لأنه قد وقف أمواله لله تعالى متبرعا فكيف يشح بواجب عليه ؟ واستنبط بعضهم من هذا وجوب زكاة التجارة ، وبه قال جمهور العلماء من السلف والخلف خلافا لداود . وفيه دليل على صحة الوقف ، وصحة وقف المنقول ، وبه قالت الأمة بأسرها إلا أبا حنيفة وبعض الكوفيين . وقال بعضهم : هذه الصدقة التي منعها ابن جميل وخالد والعباس لم تكن زكاة إنما كانت صدقة تطوع . حكاه القاضي عياض قال : ويؤيده أن عبد الرزاق روى هذا الحديث ، وذكر في روايته nindex.php?page=hadith&LINKID=3505357أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب الناس إلى الصدقة وذكر تمام الحديث . قال ابن القصار من المالكية : وهذا التأويل أليق بالقصة فلا يظن بالصحابة منع الواجب ، وعلى هذا فعذر خالد واضح ؛ لأنه أخرج ماله في سبيل الله فما بقي له مال يحتمل المواساة بصدقة التطوع ، ويكون ابن جميل شح بصدقة التطوع فعتب عليه . وقال في العباس : هي علي [ ص: 49 ] ومثلها معها ، أي أنه لا يمتنع إذا طلبت منه . هذا كلام ابن القصار .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( هي علي ومثلها معها ) معناه : أني تسلفت منه زكاة عامين ، وقال الذين لا يجوزون تعجيل الزكاة : معناه : أنا أؤديها عنه ، قال أبو عبيد وغيره : معناه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرها عن العباس إلى وقت يساره ؛ من أجل حاجته إليها ، والصواب أن معناه : تعجلتها منه ، وقد جاء في حديث آخر في غير مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=3505359إنا تعجلنا منه صدقة عامين .