قوله : ( فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش ) الملأ : الأشراف ، ويقال أيضا للجماعة ، والحلقة بإسكان اللام ، وحكى الجوهري لغية رديئة في فتحها .
وقوله : ( بينا أنا في حلقة ) أي بين أوقات قعودي في الحلقة .
قوله : ( إذ جاء رجل أخشن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه ) هو بالخاء والشين المعجمتين في الألفاظ الثلاثة ، ونقله القاضي هكذا عن الجمهور ، وهو من الخشونة قال : وعند ابن الحذاء في الأخير خاصة حسن الوجه من الحسن ، ورواه القابسي في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حسن الشعر والثياب والهيئة ، من الحسن ، ولغيره : خشن من الخشونة وهو أصوب .
قوله : ( برضف ) هي الحجارة المحماة . وقوله : ( يحمى عليه ) أي يوقد عليه . وفي جهنم مذهبان لأهل العربية أحدهما : أنه اسم عجمي فلا ينصرف للعجمة والعلمية ، قال الواحدي : قال يونس وأكثر النحويين : هي أعجمية لا تنصرف للتعريف والعجمة ، وقال آخرون : هو اسم عربي سميت به لبعد قعرها ، ولم ينصرف للعلمية والتأنيث ، قال قطرب عن رؤبة يقال : بئر جهنام أي بعيدة القعر ، وقال الواحدي في موضع آخر : قال بعض أهل اللغة : هي مشتقة من الجهومة وهي الغلظ ، يقال : جهنم الوجه أي غليظه ، وسميت جهنم لغلظ أمرها في العذاب .
وقوله : ( ثدي أحدهم ) فيه جواز استعمال الثدي في الرجل وهو الصحيح ، ومن أهل اللغة من أنكره وقال : لا يقال ثدي إلا للمرأة ، ويقال في الرجل : ثندؤة ، وقد سبق بيان هذا مبسوطا في كتاب الإيمان في حديث الرجل الذي قتل نفسه بسيفه فجعل ذبابه بين ثدييه ، وسبق أن الثدي يذكر ويؤنث .
قوله : ( نغض كتفيه ) هو بضم النون وإسكان الغين المعجمة وبعدها ضاد معجمة ، وهو العظم الرقيق الذي على طرف الكتف ، وقيل : هو أعلى الكتف ، ويقال له أيضا : الناغض . وقوله : ( يتزلزل ) أي يتحرك ، قال القاضي : قيل معناه أنه بسبب نضجه يتحرك لكونه يهتري ، قال : والصواب أن الحركة والتزلزل إنما هو للرضف ، أي يتحرك من نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه .
ووقع في بعض النسخ ( على حلمة ثدي أحدهم إلى قوله : حتى يخرج من حلمة ثدييه ) . بإفراد الثدي في الأول ، وتثنيته في الثاني ، وكلاهما صحيح .
قوله : ( لا تعتريهم ) أي تأتيهم وتطلب منهم ، يقال : عروته واعتريته واعتررته إذا أتيته تطلب منه حاجة .
قوله : ( لا أسألهم عن دنيا ولا أستفتيهم عن دين ) هكذا هو في الأصول ( عن دنيا ) ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : " لا أسألهم دنيا " بحذف ( عن ) وهو الأجود . أي لا أسألهم شيئا من متاعها .