[ ص: 80 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( يطوف الرجل بصدقته من الذهب ) إنما هذا يتضمن التنبيه على ما سواه ؛ لأنه إذا كان الذهب لا يقبله أحد ، فكيف الظن بغيره ؟ وقوله صلى الله عليه وسلم : ( يطوف ) إشارة إلى أنه يتردد بها بين الناس ، فلا يجد من يقبلها فتحصل المبالغة والتنبيه على عدم قبول الصدقة بثلاثة أشياء : كونه يعرضها ، ويطوف بها ، وهي ذهب .
قوله : ( ويرى الرجل الواحد ) ثم قال : وفي رواية ابن براد ( وترى ) هكذا هو في جميع النسخ ، الأول ( يرى ) بضم الياء المثناة تحت ، والثاني بفتح المثناة فوق .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويرى الرجل الواحد تتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء ) معنى ( يلذن به ) أي ينتمين إليه ، ليقوم بحوائجهن ويذب عنهن كقبيلة بقي من رجالها واحد فقط وبقيت نساؤها ، فيلذن بذلك الرجل ليذب عنهن ويقوم بحوائجهن ، ولا يطمع فيهن أحد بسببه . وأما سبب قلة الرجال وكثرة النساء ، فهو الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان وتراكم الملاحم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " ويكثر الهرج " ، أي القتل .
قوله : ( حدثنا يعقوب ) وهو ابن عبد الرحمن القاري ، هو بتشديد الياء منسوب إلى القارة القبيلة المعروفة ، وسبق بيانه مرات .
قوله صلى الله عليه وسلم ( حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ) معناه والله أعلم أنهم يتركونها ويعرضون عنها فتبقى مهملة لا تزرع ولا تسقى من مياهها وذلك لقلة الرجال وكثرة الحروب والفتن وقرب الساعة وقلة الآمال وعدم الفراغ لذلك والاهتمام به .