قوله صلى الله عليه وسلم : ( ليس المسكين بهذا الطواف ) إلى قوله صلى الله عليه وسلم في المسكين : ( الذي لا يجد غنى يغنيه ) إلى آخره ، معناه : المسكين الكامل المسكنة الذي هو أحق بالصدقة وأحوج إليها ليس هو هذا الطواف ، بل هو الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن له ولا يسأل الناس . وليس معناه نفي أصل المسكنة عن الطواف ، بل معناه نفي كمال المسكنة كقوله تعالى : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر إلى آخر الآية .
[ ص: 107 ] قوله : ( قالوا : فما المسكين ؟ ) هكذا هو في الأصول كلها ( فما المسكين ) وهو صحيح ؛ لأن ( ما ) تأتي كثيرا لصفات من يعقل كقوله تعالى : فانكحوا ما طاب لكم من النساء .