1052 وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد وتقاربا في اللفظ قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124ليث عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=16736عياض بن عبد الله بن سعد أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=658750قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال كيف قلت قال قلت يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس ثلطت أو بالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أو يلم ) معناه أو يقارب القتل .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إلا آكلة الخضر ) هو بكسر الهمزة من ( إلا ) وتشديد اللام على الاستثناء ، هذا هو المشهور الذي قاله الجمهور من أهل الحديث واللغة وغيرهم ، قال القاضي : ورواه بعضهم ( ألا ) بفتح الهمزة وتخفيف اللام على الاستفتاح و ( آكلة الخضر ) بهمزة ممدودة ، ( والخضر ) بفتح الخاء وكسر الضاد ، هكذا رواه الجمهور ، قال القاضي : وضبطه بعضهم ( الخضر ) بضم الخاء وفتح الضاد . وقوله : ( ثلطت ) هو بفتح الثاء المثلثة أي ألقت الثلط ، وهو الرجيع الرقيق ، وأكثر ما يقال للإبل والبقر والفيلة . قوله : ( اجترت ) أي مضغت جرتها . قال أهل اللغة ( الجرة ) بكسر الجيم ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه ، ( والقصع ) شدة المضغ .
[ ص: 117 ] وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505416ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل : يا رسول الله : أيأتي الخير بالشر ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو ) فمعناه : أنه صلى الله عليه وسلم حذرهم من زهرة الدنيا وخاف عليهم منها ، فقال هذا الرجل : إنما يحصل ذلك لنا من جهة مباحة كغنيمة وغيرها ، وذلك خير ، وهل يأتي الخير بالشر ؟ وهو استفهام إنكار واستبعاد ، أي يبعد أن يكون الشيء خيرا ثم يترتب عليه شر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أما الخير الحقيقي فلا يأتي إلا بخير ، أي لا يترتب عليه إلا خير ، ثم قال : ( أو خير هو ) معناه : أن هذا الذي يحصل لكم من زهرة الدنيا ليس بخير ، وإنما هو فتنة ، وتقديره : الخير لا يأتي إلا بخير ، ولكن ليست هذه الزهرة بخير لما تؤدي إليه من الفتنة والمنافسة والاشتغال بها عن كمال الإقبال على الآخرة ، ثم ضرب لذلك مثلا فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر إلى آخره ) ومعناه : أن نبات الربيع وخضره يقتل حبطا بالتخمة لكثرة الأكل ، أو يقارب القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة وتحصل به الكفاية المقتصدة فإنه لا يضر ، وهكذا المال هو كنبات الربيع مستحسن تطلبه النفوس وتميل إليه ، فمنهم من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في وجوهه ، فهذا يهلكه أو يقارب إهلاكه ، ومنهم من يقتصد فيه فلا يأخذ إلا يسيرا ، وإن أخذ كثيرا فرقه في وجوهه كما تثلطه الدابة فهذا لا يضره .
هذا مختصر معنى الحديث . قال الأزهري : فيه مثلان أحدهما للمكثر من الجمع المانع من الحق ، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما ينبت الربيع ما يقتل ) ؛ لأن الربيع ينبت أجرار البقول فتستكثر منه الدابة حتى تهلك ، والثاني للمقتصد ، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 118 ] ( إلا آكلة الخضر ) ؛ لأن الخضر ليس من أجرار البقول ، وقال القاضي عياض : ضرب صلى الله عليه وسلم لهم مثلا بحالتي المقتصد والمكثر فقال صلى الله عليه وسلم : أنتم تقولون إن نبات الربيع خير ، وبه قوام الحيوان وليس هو كذلك مطلقا ، بل منه ما يقتل أو يقارب القتل ، فحالة المبطون المتخوم كحالة من يجمع المال ولا يصرفه في وجوهه ، فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن الاعتدال والتوسط في الجمع أحسن ، ثم ضرب مثلا لمن ينفعه إكثاره وهو التشبيه بآكلة الخضر ، وهذا التشبيه لمن صرفه في وجوهه الشرعية . ووجه الشبه أن هذه الدابة تأكل من الخضر حتى تمتلئ خاصرتها ثم تثلط ، وهكذا من يجمعه ثم يصرفه ، والله أعلم .