91 حدثنا منجاب بن الحارث التميمي nindex.php?page=showalam&ids=16071وسويد بن سعيد كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16637علي بن مسهر قال منجاب أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16637ابن مسهر عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله قال nindex.php?page=hadith&LINKID=657140قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء
وفي هذا الإسناد لطيفتان من لطائف الإسناد إحداهما أن فيه ثلاثة تابعيين يروي بعضهم عن بعض وهم الأعمش ، وإبراهيم وعلقمة . والثانية أنه إسناد كوفي كله فمنجاب ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، ومن بينهما ، كوفيون إلا nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد رفيق منجاب فيغني عنه منجاب .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وغمط الناس ) هو بفتح الغين المعجمة وإسكان الميم وبالطاء المهملة . هكذا هو في نسخ صحيح مسلم - رحمه الله - . قال القاضي عياض - رحمه الله - : لم نرو هذا الحديث عن جميع شيوخنا هنا ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا بالطاء . قال : وبالطاء أبو داود في مصنفه ، وذكره أبو عيسى الترمذي ، وغيره ( غمص ) بالصاد وهما بمعنى واحد . ومعناه احتقارهم . يقال في الفعل منه ( غمطه ) بفتح الميم ( يغمطه ) بكسرها و ( غمطه ) بكسر الميم ( يغمطه ) بفتحها . وأما ( بطر الحق ) فهو دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كبرياء ) هي غير مصروفة .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله جميل يحب الجمال ) اختلفوا في معناه ، فقيل : إن معناه أن كل أمره سبحانه وتعالى حسن جميل ، وله الأسماء الحسنى ، وصفات الجمال والكمال . وقيل : جميل بمعنى مجمل ككريم وسميع بمعنى مكرم ومسمع . وقال الإمام أبو القاسم القشيري - رحمه الله - : معناه جليل . وحكى الإمام أبو سليمان الخطابي أنه بمعنى ذي النور والبهجة أي مالكهما . جميل الأفعال بكم ، باللطف والنظر إليكم ، يكلفكم اليسير من العمل ، ويعين عليه ، ويثيب عليه الجزيل ، ويشكر عليه . واعلم أن هذا الاسم ورد في هذا الحديث الصحيح ولكنه من أخبار الآحاد . وورد أيضا في حديث الأسماء الحسنى وفي إسناده مقال . والمختار جواز إطلاقه على الله تعالى : ومن العلماء من منعه . قال الإمام أبو المعالي إمام الحرمين - رحمه الله - [ ص: 269 ] تعالى : ما ورد الشرع بإطلاقه في أسماء الله تعالى وصفاته أطلقناه ، وما منع الشرع من إطلاقه منعناه ، وما لم يرد فيه إذن ولا منع لم نقض فيه بتحليل ولا تحريم ; فإن الأحكام الشرعية تتلقى من موارد الشرع ، ولو قضينا بتحليل أو تحريم لكنا مثبتين حكما بغير الشرع . قال : ثم لا يشترط في جواز الإطلاق ورود ما يقطع به في الشرع ، ولكن ما يقتضي العمل وإن لم يوجب العلم فإنه كاف ، إلا أن الأقيسة الشرعية من مقتضيات العمل ، ولا يجوز التمسك بهن في تسمية الله تعالى ، ووصفه . هذا كلام إمام الحرمين ومحله من الإتقان والتحقيق بالعلم مطلقا وبهذا الفن خصوصا معروف بالغاية العليا .
وأما قوله : لم نقض فيه بتحليل ولا تحريم لأن ذلك لا يكون إلا بالشرع : فهذا مبني على المذهب المختار في حكم الأشياء قبل ورود الشرع فإن المذهب الصحيح عند المحققين من أصحابنا أنه لا حكم فيها لا بتحليل ، ولا تحريم ، ولا إباحة ، ولا غير ذلك ; لأن الحكم عند أهل السنة لا يكون إلا بالشرع . وقال بعض أصحابنا : إنها على الإباحة وقال بعضهم : على التحريم ، وقال بعضهم : على الوقف . لا يعلم ما يقال فيها . والمختار الأول . والله أعلم .
وقد اختلف أهل السنة في تسمية الله تعالى ووصفه من أوصاف الكمال والجلال والمدح بما لم يرد به الشرع ولا منعه فأجازه طائفة ، ومنعه آخرون إلا أن يرد به شرع مقطوع به من نص كتاب الله ، أو سنة متواترة ، أو إجماع على إطلاقه . فإن ورد خبر واحد فقد اختلفوا فيه فأجازه طائفة ، وقالوا : الدعاء به والثناء من باب العمل ، وذلك جائز بخبر الواحد . ومنعه آخرون لكونه راجعا إلى اعتقاد ما يجوز أو يستحيل على الله تعالى . وطريق هذا القطع . قال القاضي : والصواب جوازه لاشتماله على العمل ، ولقول الله تعالى : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها والله أعلم .