قوله في حديث سعد : ( أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا ) إلى آخره . معنى هذا الحديث : أن سعدا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي ناسا ويترك من هو أفضل منهم في الدين ، وظن أن العطاء يكون بحسب الفضائل في الدين ، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حال هذا الإنسان المتروك ، فأعلمه به وحلف أنه يعلمه مؤمنا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو مسلما ) فلم يفهم منه النهي عن الشفاعة فيه مرة أخرى ، فسكت ثم رآه يعطي من [ ص: 122 ] هو دونه بكثير فغلبه ما يعلم من حسن حال ذلك الإنسان ، فقال : ( يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ ) تذكيرا ، وجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هم بعطائه من المرة الأولى ثم نسيه فأراد تذكيره ، وهكذا المرة الثالثة ، إلى أن أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن العطاء ليس هو على حسب الفضائل في الدين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505423إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار ) معناه : إني أعطي ناسا مؤلفة ، في إيمانهم ضعف ، لو لم أعطهم كفروا ، فيكبهم الله في النار ، وأترك أقواما هم أحب إلي من الذين أعطيتهم ، ولا أتركهم احتقارا لهم ، ولا لنقص دينهم ، ولا إهمالا لجانبهم ، بل أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم من النور والإيمان التام ، وأثق بأنهم لا يتزلزل إيمانهم لكماله .
قوله : ( إني لأراه مؤمنا قال : أو مسلما ) هو بفتح الهمزة ( لأراه ) وإسكان واو ( أو مسلما ) . وقد سبق شرح [ ص: 123 ] هذا الحديث مستوفى في كتاب الإيمان .