واختلف العلماء في معنى ( فاقدروا له ) فقالت طائفة من العلماء : معناه ضيقوا له وقدروه تحت السحاب ، وممن قال بهذا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وغيره ممن يجوز صوم يوم ليلة الغيم عن رمضان كما سنذكره - إن شاء الله تعالى - وقال ابن سريج وجماعة - منهم : مطرف بن عبد الله وابن قتيبة وآخرون - : معناه قدروه بحساب المنازل ، وذهب مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وجمهور السلف والخلف إلى أن معناه : قدروا له تمام العدد ثلاثين يوما .
قال أهل اللغة : يقال : قدرت الشيء أقدره وأقدره وقدرته وأقدرته بمعنى واحد ، وهو من التقدير ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ومنه قول الله تعالى : فقدرنا فنعم القادرون واحتج الجمهور بالروايات المذكورة ، فأكملوا العدة ثلاثين ، وهو تفسير لـ اقدروا له ، ولهذا لم يجتمعا في رواية ، بل تارة يذكر هذا ، وتارة يذكر هذا ، ويؤكده الرواية السابقة ( فاقدروا له ثلاثين ) ، قال المازري : حمل جمهور الفقهاء قوله صلى الله عليه وسلم : فاقدروا له ، على أن المراد كمال العدة ثلاثين ، كما فسره في حديث آخر ، قالوا : ولا يجوز أن يكون المراد حساب المنجمين ؛ لأن الناس لو كلفوا به ضاق عليهم ؛ لأنه لا يعرفه إلا أفراد ، والشرع إنما يعرف الناس بما يعرفه جماهيرهم . والله أعلم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن غم عليكم ) فمعناه : حال بينكم وبينه ، غيم ، يقال : غم وأغمي وغمي وغمي بتشديد الميم وتخفيفها والغين مضمومة فيهما ، ويقال : غبي بفتح الغين وكسر الباء ، وكلها صحيحة ، وقد غامت السماء وغيمت وأغامت وتغيمت وأغمت .
وفي هذه الأحاديث دلالة لمذهب مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي والجمهور أنه لا يجوز صوم يوم الشك ولا يوم الثلاثين من شعبان عن رمضان إذا كانت ليلة الثلاثين ليلة غيم .