في هذه الأحاديث أنه يستحب أن لا يخلي شهرا من صيام ، وفيها : أن صوم النفل غير مختص بزمان معين ، بل كل السنة صالحة له إلا رمضان والعيد والتشريق .
وقولها : ( كان يصوم شعبان كله ، كان يصومه إلا قليلا ) الثاني تفسير للأول ، وبيان أن قولها كله أي غالبه ، وقيل : كان يصومه كله في وقت ، ويصوم بعضه في سنة أخرى ، وقيل : كان يصوم تارة من [ ص: 224 ] أوله ، وتارة من آخره ، وتارة بينهما ، وما يخلي منه شيئا بلا صيام لكن في سنين ، وقيل : في تخصيص شعبان بكثرة الصوم لكونه ترفع فيه أعمال العباد ، وقيل غير ذلك ، فإن قيل : سيأتي قريبا في الحديث الآخر أن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم فكيف أكثر منه في شعبان دون المحرم ؟ فالجواب : لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه ، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه كسفر ومرض وغيرهما ، قال العلماء : وإنما لم يستكمل غير رمضان لئلا يظن وجوبه .