قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن بحسبك أن تصوم ) معناه : يكفيك أن تصوم .
[ ص: 228 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولزورك عليك حقا ) أي زائرك ، وقد سبق شرحه قريبا .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505540واقرأ القرآن في كل شهر ، ثم قال : في كل عشرين ، ثم قال : في كل سبع ولا تزد ) هذا من نحو ما سبق من الإرشاد إلى الاقتصاد في العبادة ، والإرشاد إلى تدبر القرآن ، وقد كانت للسلف عادات مختلفة فيما يقرءون كل يوم بحسب أحوالهم وأفهامهم ووظائفهم ، فكان بعضهم يختم القرآن في كل شهر وبعضهم في عشرين يوما ، وبعضهم في عشرة أيام ، وبعضهم أو أكثرهم في سبعة ، وكثير منهم في ثلاثة ، وكثير في كل يوم وليلة ، وبعضهم في كل ليلة ، وبعضهم في اليوم والليلة ثلاث ختمات ، وبعضهم ثمان ختمات وهو أكثر ما بلغنا ، وقد أوضحت هذا كله مضافا إلى فاعليه وناقليه في كتاب آداب القراء ، مع جمل من نفائس تتعلق بذلك ، والمختار أنه يستكثر منه ما يمكنه الدوام عليه ، ولا يعتاد إلا ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره ، هذا إذا لم تكن له وظائف عامة أو خاصة يتعطل بإكثار القرآن عنها ، فإن كانت له وظيفة عامة كولاية وتعليم ونحو ذلك ، فليوظف لنفسه قراءة يمكنه المحافظة عليها مع نشاطه وغيره من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف . والله أعلم .
وفي هذا الحديث وكلام ابن عمرو أنه ينبغي الدوام على ما صار عادة من الخير ولا يفرط فيه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن لولدك عليك حقا ) فيه أن على الأب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج إليه من وظائف الدين ، وهذا التعليم واجب على الأب وسائر الأولياء قبل بلوغ الصبي والصبية . نص عليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه . قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه : وعلى الأمهات أيضا هذا التعليم إذا لم يكن أب ، لأنه من باب التربية ، ولهن مدخل في ذلك وأجرة هذا التعليم في مال الصبي ، فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته ؛ لأنه مما يحتاج إليه . والله أعلم .