قوله صلى الله عليه وسلم : ( هل معكم من لحمه شيء ؟ ) ، وفي الرواية الأخرى : ( هل معكم منه شيء ؟ قالوا : معنا رجله ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلها ) . إنما أخذها وأكلها تطييبا لقلوبهم في إباحته ، ومبالغة في إزالة الشك والشبهة عنهم بحصول الاختلاف بينهم فيه قبل ذلك .
قوله : ( فقال : إنما هي طعمة ) هي بضم الطاء أي طعام .
قوله : ( فقلت : أين لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : تركته بتعهن ، وهو قائل السقيا ) أما ( غيقة والسقيا وتعهن ) فسبق ضبطهن وبيانهن ، وقوله : ( قائل ) روي بوجهين أصحهما وأشهرهما ( قائل ) بهمزة بين الألف واللام من القيلولة ، ومعناه : تركته بتعهن ، وفي عزمه أن يقيل بالسقيا ومعنى ( قائل ) سيقيل ، ولم يذكر القاضي في شرح مسلم وصاحب المطالع والجمهور غير هذا بمعناه . والوجه الثاني : أنه ( قابل ) بالباء الموحدة ، وهو ضعيف وغريب ، وكأنه تصحيف ، وإن صح فمعناه : تعهن موضع قابل للسقيا .
قوله : ( قلت : يا رسول الله إن أصحابك يقرءون عليك السلام ورحمة الله ) فيه استحباب إرسال السلام إلى الغائب ، سواء كان أفضل من المرسل أم لا ؛ لأنه إذا أرسله إلى من هو أفضل فمن دونه أولى ، قال أصحابنا : ويجب على الرسول تبليغه ، ويجب على المرسل إليه رد الجواب حين يبلغه على الفور .
قوله : ( يا رسول الله إني أصدت ومعي منه فاضلة ) هكذا هو في بعض النسخ وهو بفتح الصاد [ ص: 284 ] المخففة ، والضمير في ( منه ) يعود على الصيد المحذوف الذي دل عليه ( أصدت ) ، ويقال بتشديد الصاد ، وفي بعض النسخ : ( صدت ) ، وفي بعضها . ( اصطدت ) وكله صحيح .