قولها : ( حتى إذا كنا بسرف ) هو بفتح السين المهملة وكسر الراء ، وهو ما بين مكة والمدينة بقرب مكة على أميال منها ، قيل : ستة ، وقيل : سبعة ، وقيل : تسعة ، وقيل عشرة ، وقيل : اثنا عشر ميلا .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنفست ) معناه : أحضت ؟ وهو بفتح النون وضمها لغتان مشهورتان ، الفتح أفصح ، والفاء مكسورة فيهما ، وأما النفاس الذي هو الولادة فيقال فيه : ( نفست ) بالضم لا غير .
قوله صلى الله عليه وسلم في الحيض : ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ) هذا تسلية لها وتخفيف لهمها ، ومعناه : أنك لست مختصة به ، بل كل بنات آدم يكون منهن هذا ، كما يكون منهن ومن الرجال البول والغائط وغيرهما ، واستدل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه في كتاب الحيض بعموم هذا الحديث على أن الحيض كان في جميع بنات آدم ، وأنكر به على من قال : إن الحيض أول ما أرسل ووقع في بني إسرائيل .
وفيه دليل على أن الطواف لا يصح من الحائض ، وهذا مجمع عليه ، لكن اختلفوا في علته على حسب اختلافهم في اشتراط الطهارة للطواف ، فقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأحمد : هي شرط ، وقال أبو حنيفة : ليست بشرط ، وبه [ ص: 310 ] قال داود ، فمن شرط الطهارة قال : العلة في بطلان طواف الحائض عدم الطهارة . ومن لم يشترطها قال : العلة فيه كونها ممنوعة من اللبث في المسجد .