قوله : ( باب قوله nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : ما هذا الفتيا التي قد تشغفت
أو تشغبت بالناس )
وفي الرواية الأخرى ( إن هذا الأمر قد تفشع بالناس ) أما اللفظة الأولى فبشين ثم غين معجمتين ثم [ ص: 376 ] فاء ، والثانية كذلك لكن بدل الفاء باء موحدة ، والثالثة بتقديم الفاء وبعدها شين ثم عين . ومعنى هذه الثالثة انتشرت وفشت بين الناس . وأما الأولى فمعناها علقت بالقلوب وشغفوا بها . وأما الثانية فرويت أيضا بالعين المهملة وممن ذكر الروايتين فيها المعجمة والمهملة أبو عبيد والقاضي عياض . ومعنى المهملة أنها فرقت مذاهب الناس وأوقعت الخلاف بينهم . ومعنى المعجمة خلطت عليهم أمرهم .
قوله : ( ما هذا الفتيا ) هكذا هو في معظم النسخ ( هذا الفتيا ) . وفي بعضها ( هذه ) ، وهو الأجود ، ووجه الأول أنه أراد بالفتيا الإفتاء فوصفه مذكرا ، ويقال فتيا وفتوى .
وأما احتجاج ابن عباس بالآية فلا دلالة له فيها ؛ لأن قوله تعالى : محلها إلى البيت العتيق معناه لا تنحر إلا في الحرم ، وليس فيه تعرض للتحلل من الإحرام ؛ لأنه لو كان المراد به التحلل من الإحرام لكان ينبغي أن يتحلل بمجرد وصول الهدي إلى الحرم قبل أن يطوف .
وأما احتجاجه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم في حجة الوداع بأن يحلوا فلا دلالة فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بفسخ الحج إلى العمرة في [ ص: 377 ] تلك السنة ، فلا يكون دليلا في تحلل من هو ملتبس بإحرام الحج . والله أعلم .
قال القاضي : قال المازري : وتأول بعض شيوخنا قول ابن عباس في هذه المسألة على من فاته الحج أنه يتحلل بالطواف والسعي . قال : وهذا تأويل بعيد ؛ لأنه قال بعده ، وكان ابن عباس يقول : لا يطوف بالبيت حاج ولا غيره إلا حل . والله أعلم .