قوله : ( فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف ) قال أهل اللغة : الريف : بكسر الراء هو الأرض التي فيها زرع وخصب ، وجمعه أرياف ، ويقال : أريفنا صرنا إلى الريف ، وأرافت الأرض أخصبت فهي ريفة .
قوله : ( وإن عيالنا لخلوف ) هو بضم الخاء ، أي ليس عندهم رجال ولا من يحميهم .
[ ص: 501 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( لآمرن بناقتي ترحل ) هو بإسكان الراء وتخفيف الحاء ، أي يشد عليها رحلها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم لا أحل لها عقدة حتى أقدم المدينة ) معناه : أواصل السير ولا أحل عن راحلتي عقدة من عقد حملها ورحلها حتى أصل المدينة لمبالغتي في الإسراع إلى المدينة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف ) هو بإسكان اللام ، وهو مصدر علفت علفا ، وأما ( العلف ) بفتح اللام فاسم للحشيش والتبن والشعير ونحوها .
قال أهل اللغة : ( الشعب ) بكسر الشين ، هو : الفرجة النافذة بين الجبلين ، وقال ابن السكيت : هو الطريق في الجبل ، ( والنقب ) بفتح النون على المشهور ، وحكى القاضي ضمها أيضا وهو مثل الشعب ، وقيل : هو الطريق في الجبل ، قال الأخفش : أنقاب المدينة : طرقها وفجاجها .
قوله : ( فما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة حتى أغار علينا بنو عبد الله بن غطفان وما يهيجهم قبل [ ص: 502 ] ذلك شيء ) معناه : أن المدينة في حال غيبتهم كانت محمية محروسة ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إن بني عبد الله بن غطفان أغاروا عليها حين قدمنا ولم يكن قبل ذلك يمنعهم من الإغارة عليها مانع ظاهر ، ولا كان لهم عدو يهيجهم ويشتغلون به ، بل سبب منعهم قبل قدومنا حراسة الملائكة ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
قال أهل اللغة يقال : هاج الشر ، وهاجت الحرب ، وهاجها الناس ، أي تحركت ، وحركوها . وهجت زيدا حركته للأمر ، كله ثلاثي .
وأما قوله : ( بنو عبد الله ) فهكذا وقع في بعض النسخ ( عبد الله ) بفتح العين مكبر ، ووقع في أكثرها ( عبيد الله ) بضم العين مصغر ، والأول هو الصواب بلا خلاف بين أهل هذا الفن . قال القاضي عياض : حدثنا به مكبرا أبو محمد الخشني عن الطبري عن الفارسي ( بنو عبد الله ) على الصواب .
قال : ووقع عند شيوخنا في نسخ مسلم من طريق ابن ماهان ، ومن طريق الجلودي ( بنو عبيد الله ) مصغر ، وهو خطأ . قال : وكان يقال لهم في الجاهلية ( بنو عبد العزى ) فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم ( بني عبد الله ) فسمتهم العرب ( بني محولة ) لتحويل اسمهم . والله أعلم .