واعلم أن مذهبنا أنه لا يختص هذا التفضيل بالصلاة في هذين المسجدين بالفريضة ، بل يعم الفرض والنفل جميعا وبه قال مطرف من أصحاب مالك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : يختص بالفرض ، وهذا مخالف إطلاق هذه الأحاديث الصحيحة . والله أعلم .
واعلم أن الصلاة في مسجد المدينة تزيد على فضيلة الألف فيما سواه إلا المسجد الحرام ؛ لأنها تعادل الألف ؛ بل هي زائدة على الألف ، كما صرحت به هذه الأحاديث : ( أفضل من ألف صلاة ) ( وخير من ألف صلاة ) ونحوه ، قال العلماء : وهذا فيما يرجع إلى الثواب ، فثواب صلاة فيه يزيد على ثواب ألف فيما سواه ، ولا يتعدى ذلك إلى الإجزاء عن الفوائت ، [ ص: 516 ] حتى لو كان عليه صلاتان فصلى في مسجد المدينة صلاة ، لم تجزئه عنهما ، وهذا لا خلاف فيه . والله أعلم .
واعلم أن هذه الفضيلة مختصة بنفس مسجده صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمانه دون ما زيد فيه بعده ، فينبغي أن يحرص المصلي على ذلك ، ويتفطن لما ذكرته ، وقد نبهت على هذا في كتاب المناسك ، والله أعلم .