قوله : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد فاذكرها علي ) أي فاخطبها لي من نفسها فيه دليل على أنه لا بأس أن يبعث الرجل لخطبة المرأة له من كان زوجها إذا علم أنه لا يكره ذلك كما كان حال زيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قوله ( فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ، ونكصت على عقبي ) معناه أنه هابها واستجلها من أجل إرادة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها ، فعاملها معاملة من تزوجها صلى الله عليه وسلم في الإعظام والإجلال والمهابة .
وقوله : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها ) هو بفتح الهمزة من ( أن ) أي من أجل ذلك . وقوله : ( نكصت ) أي رجعت . وكان جاء إليها ليخطبها ، وهو ينظر إليها على ما كان من عادتهم ، وهذا قبل نزول الحجاب ، فلما غلب عليه الإجلال تأخر وخطبها وظهره إليها لئلا يسبقه النظر إليها .