باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب
143 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=657214حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه علي دينه ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه وأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13608ابن نمير حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16421أبي nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحق بن إبراهيم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس جميعا عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بهذا الإسناد مثله
باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب 0 وعرض الفتن على القلوب
فيه قول حذيفة - رضي الله عنه - : ( حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر إلى آخره ) وفيه حديث حذيفة الآخر في عرض الفتن وأنا أذكر شرح لفظهما ومعناهما على ترتيبهما إن شاء الله تعالى .
فأما الحديث الأول فقال مسلم : ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع قال : وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب عن حذيفة - رضي الله عنه - ) هذا الإسناد كله كوفيون . وحذيفة مدني كوفي وقوله : عن الأعمش عن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش مدلس وقد قدمنا أن المدلس لا يحتج بروايته إذا قال : ( عن ) . وجوابه ما قدمناه مرات في الفصول وغيرها أنه ثبت سماع الأعمش هذا الحديث من زيد من جهة أخرى فلم يضره بعد هذا قوله فيه ( عن ) [ ص: 327 ] وأما قول حذيفة - رضي الله عنه - : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين فمعناه : حدثنا حديثين في الأمانة ، وإلا فروايات حذيفة كثيرة في الصحيحين وغيرهما . قال صاحب التحرير : وعنى بأحد الحديثين : قوله : حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، وبالثاني قوله : ثم حدثنا عن رفع الأمانة إلى آخره .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=754033أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ) أما ( الجذر ) فهو بفتح الجيم وكسرها لغتان وبالذال المعجمة فيهما وهو الأصل قال القاضي عياض - رحمه الله - : مذهب الأصمعي في هذا الحديث فتح الجيم وأبو عمرو يكسرها . وأما الأمانة فالظاهر أن المراد بها التكليف الذي كلف الله تعالى به عباده والعهد الذي أخذه عليهم . قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=15466أبو الحسن الواحدي - رحمه الله - في قول الله تعالى : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال قال ابن عباس - رضي الله عنهما - هي الفرائض التي افترضها الله تعالى على العباد وقال الحسن هو الدين والدين كله أمانة وقال أبو العالية الأمانة ما أمروا به وما نهوا عنه وقال مقاتل الأمانة الطاعة قال الواحدي وهذا قول أكثر المفسرين قال فالأمانة في قول جميعهم الطاعة والفرائض التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب والله أعلم
وقال صاحب التحرير الأمانة في الحديث هي الأمانة المذكورة في قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة وهي عين الإيمان فإذا استمكنت الأمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكاليف واغتنم ما يرد عليه منها وجد في إقامتها والله أعلم
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - فيظل أثرها مثل الوكت فهو بفتح الواو وإسكان الكاف وبالتاء المثناة من فوق وهو الأثر اليسير كذا قاله الهروي وقال غيره هو سواد يسير وقيل هو لون يحدث مخالف للون الذي كان قبله
وأما المجل فبفتح الميم وإسكان الجيم وفتحها لغتان حكاهما صاحب التحرير والمشهور الإسكان يقال منه مجلت يده بكسر الجيم تمجل بفتحها مجلا بفتحها أيضا ومجلت بفتح الجيم تمجل بضمها مجلا بإسكانها لغتان مشهورتان وأمجلها غيرها قال أهل اللغة والغريب المجل هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها ويصير كالقبة فيه ماء قليل
وأما قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=754034كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء فالجمر والدحرجة معروفان ونفط بفتح النون وكسر الفاء ويقال تنفط بمعناه ومنتبرا مرتفعا وأصل هذه اللفظة الارتفاع ومنه المنبر لارتفاعه وارتفاع الخطيب عليه وقوله نفط ولم يقل نفطت مع أن الرجل مؤنثة إما أن يكون ذكر نفط اتباعا للفظ الرجل وإما أن يكون إتباعا لمعنى الرجل وهو العضو
[ ص: 328 ] وأما قوله ثم أخذ حصى فدحرجه فهكذا ضبطناه وهو ظاهر ووقع في أكثر الأصول ثم أخذ حصاة فدحرجه بإفراد لفظ الحصاة وهو صحيح أيضا ويكون معناه دحرج ذلك المأخوذ أو الشيء وهو الحصاة والله أعلم
قال صاحب التحرير : معنى الحديث أن الأمانة تزول عن القلوب شيئا فشيئا فإذا زال أول جزء منها زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت وهو اعتراض لون مخالف للون الذي قبله فإذا زال شيء آخر صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلا بعد مدة وهذه الظلمة فوق التي قبلها ثم شبه زوال ذلك النور بعد وقوعه في القلب وخروجه بعد استقراره فيه واعتقاب الظلمة إياه بجمر يدحرجه على رجله حتى يؤثر فيها ثم يزول الجمر ويبقى التنفط وأخذه الحصاة ودحرجته إياها أراد بها زيادة البيان وإيضاح المذكور والله أعلم
وأما قول حذيفة - رضي الله عنه - ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه علي دينه ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه وأما اليوم فما كنت لأبايع إلا فلانا وفلانا فمعنى المبايعة هنا البيع والشراء المعروفان ومراده أني كنت أعلم أن الأمانة لم ترتفع وأن في الناس وفاء بالعهود فكنت أقدم على مبايعة من اتفق غير باحث عن حاله وثوقا بالناس وأمانتهم فإنه إن كان مسلما فدينه وأمانته تمنعه من الخيانة وتحمله على أداء الأمانة وإن كان كافرا فساعيه وهو الوالي عليه كان أيضا يقوم بالأمانة في ولايته فيستخرج حقي منه وأما اليوم فقد ذهبت الأمانة فما بقي لي وثوق بمن أبايعه ولا بالساعي في أدائهما الأمانة فما أبايع إلا فلانا وفلانا يعني أفرادا من الناس أعرفهم وأثق بهم قال صاحب التحرير والقاضي عياض رحمهما الله وحمل بعض العلماء المبايعة هنا على بيعة الخلافة وغيرها من المعاقدة والتحالف في أمور الدين قالا وهذا خطأ من قائله وفي هذا الحديث مواضع تبطل قوله منها قوله ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ومعلوم أن النصراني واليهودي لا يعاقد على شيء من أمور الدين والله أعلم