قولها : ( فتواطيت أنا nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ) هكذا هو في النسخ ( فتواطيت ) وأصله ( فتواطأت ) بالهمز أي اتفقت .
قولها : ( إني أجد منك ريح مغافير ) هي بفتح الميم وبغين معجمة وفاء وبعد الفاء ياء هكذا هو في الموضع الأول في جميع النسخ ، وأما الموضعان الأخيران فوقع فيهما في بعض النسخ بالياء وفي بعضها بحذفها ، قال القاضي : الصواب إثباتها لأنها عوض من الواو التي في المفرد ، وإنما حذفت في ضرورة الشعر وهو جمع مغفور ، وهو صمغ حلو كالناطف وله رائحة كريهة ينضحه شجر يقال له : العرفط بضم العين المهملة والفاء يكون بالحجاز وقيل إن العرفط نبات له ورقة عريضة تفترش على الأرض له شوكة حجناء وثمرة بيضاء كالقطن مثل زر القميص خبيث الرائحة . قال القاضي : وزعم المهلب أن رائحة المغافير والعرفط حسنة ، وهو خلاف ما يقتضيه الحديث وخلاف ما قاله الناس .
قال أهل اللغة : العرفط من شجر العضاه وهو كل شجر له شوك وقيل رائحته كرائحة [ ص: 61 ] النبيذ ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن توجد منه رائحة كريهة .
قولها : ( جرست نحله العرفط ) هو بالجيم والراء والسين المهملة أي أكلت العرفط ليصير منه العسل .
قولها ( : فقال : بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود فنزل : لم تحرم ما أحل الله لك ) هذا ظاهر في أن الآية نزلت في سبب ترك العسل ، وفي كتب الفقه أنها نزلت في تحريم مارية ، قال القاضي : اختلف في سبب نزولها فقالت عائشة : في قصة العسل ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أنها نزلت في تحريم مارية جاريته وحلفه أن لا يطأها . قال : ولا حجة فيه لمن أوجب بالتحريم كفارة محتجا بقوله تعالى : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : والله لا أطأها ثم قال : هي علي حرام ، وروي مثل ذلك من حلفه على شربه العسل وتحريمه ، ذكره ابن المنذر وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : لن أعود له وقد حلفت أن ألا تخبري بذلك أحدا . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي قال النبي صلى الله عليه وسلم في شرب العسل : لن أعود إليه أبدا ولم يذكر يمينا ، لكن قوله تعالى : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم يوجب أن يكون قد كان هناك يمين ، قلت : ويحتمل أن يكون معنى الآية قد فرض الله عليكم في التحريم كفارة يمين ، وهكذا يقدره nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه وموافقوهم .
قولها : ( فقال : بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ) وفي الرواية التي بعدها : ( أن شرب العسل كان عند حفصة ) قال القاضي : ذكر مسلم في حديث حجاج عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أن التي شرب عندها العسل زينب ، وأن المتظاهرتين عليه عائشة nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ، وكذلك ثبت في حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أن المتظاهرتين عائشة nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ، وذكر مسلم أيضا من رواية أبي أسامة عن هشام أن حفصة هي التي شرب العسل عندها ، وأن عائشة nindex.php?page=showalam&ids=93وسودة nindex.php?page=showalam&ids=199وصفية من اللواتي تظاهرن عليه . قال : والأول أصح . قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : إسناد حديث حجاج صحيح جيد غاية . وقال الأصيلي : حديث حجاج أصح وهو أولى بظاهر كتاب الله تعالى وأكمل فائدة - يريد قوله تعالى : وإن تظاهرا عليه - فهما اثنتان لا ثلاث ، وأنهما عائشة nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة كما قال فيه ، وكما اعترف به عمر رضي الله عنه . وقد انقلبت الأسماء على الراوي في الرواية الأخرى . كما أن الصحيح في سبب نزول الآية أنها في قصة العسل لا في قصة مارية المروية في غير [ ص: 62 ] الصحيحين ولم تأت قصة مارية من طريق صحيح . قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : إسناد حديث عائشة في العسل جيد صحيح غاية . هذا آخر كلام القاضي .
ثم قال القاضي بعد هذا : الصواب أن شرب العسل كان عند زينب .
قوله تعالى : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله : بل شربت عسلا ، هكذا ذكره مسلم . قال القاضي : فيه اختصار ، وتمامه : ولن أعود إليه وقد حلفت أن لا تخبري بذلك أحدا كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وهذا أحد الأقوال في معنى السر . وقيل : بل ذلك في قصة مارية وقيل غير ذلك .