قوله صلى الله عليه وسلم ( من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية أو ضاري ) هكذا هو في معظم النسخ ( ضاري ) بالياء وفي بعضها ( ضاريا ) بالألف بعد الياء منصوبا ، وفي الرواية الثانية ( من اقتنى كلبا إلا كلب ضارية ) وذكر القاضي أن الأول روي ( ضاري ) بالياء ، ( وضار ) بحذفها ، ( وضاريا ) فأما ( ضاريا ) فهو ظاهر الإعراب ، وأما ( ضاري وضار ) فهما مجروران على العطف على ماشية ويكون من [ ص: 183 ] إضافة الموصوف إلى صفته كماء البارد ، ومسجد الجامع ، ومنه قوله تعالى : بجانب الغربي ولدار الآخرة وسبق بيان هذا مرات ويكون ثبوت الياء في ( ضاري ) على اللغة القليلة في إثباتها في المنقوص من غير ألف ولام ، والمشهور حذفها ، وقيل : إن لفظة ( ضار ) هنا صفة للرجل الصائد صاحب الكلاب المعتاد للصيد فسماه ضاريا استعارة كما في الرواية الأخرى ( إلا كلب ماشية أو كلب صائد ) وأما رواية ( إلا كلب ضارية ) فقالوا : تقديره إلا كلب ذي كلاب ضارية . والضاري هو المعلم الصيد المعتاد له ، يقال منه ضري الكلب يضري كشري يشري ضرا وضراوة ، وأضراه صاحبه أي عوده ذلك ، وقد ضري بالصيد إذا لهج به ، ومنه قول عمر رضي الله عنه : إن للحم ضراوة كضراوة الخمر . قال جماعة : معناه أن له عادة ينزع إليها كعادة الخمر . وقال الأزهري : معناه أن لأهله عادة في أكله كعادة شارب الخمر في ملازمته ، وكما أن من اعتاد الخمر لا يكاد يصبر عنها كذا من اعتاد اللحم .