قوله صلى الله عليه وسلم ( نقص من أجره ) وفي رواية ( من عمله كل يوم قيراطان ) وفي رواية ( قيراط ) [ ص: 184 ] فأما رواية ( عمله ) فمعناه من أجر عمله . وأما القيراط هنا فهو مقدار معلوم عند الله تعالى . والمراد نقص جزء من أجر عمله .
وأما اختلاف الرواية في قيراط وقيراطين فقيل : يحتمل أنه في نوعين من الكلاب أحدهما أشد أذى من الآخر ، ولمعنى فيهما أو يكون ذلك مختلفا باختلاف المواضع ، فيكون القيراطان في المدينة خاصة لزيادة فضلها ، والقيراط في غيرها . أو القيراطان في المدائن ونحوها من القرى ، والقيراط في البوادي ، أو يكون ذلك في زمنين فذكر القيراط أولا ثم زاد التغليظ فذكر القيراطين . قال الروياني من أصحابنا في كتابه البحر : اختلفوا في المراد بما ينقص منه فقيل : ينقص مما مضى من عمله ، وقيل من مستقبله . قال : واختلفوا في محل نقص القيراطين ، فقيل : ينقص قيراط من عمل النهار ، وقيراط من عمل الليل ، أو قيراط من عمل الفرض ، وقيراط من عمل النفل . والله أعلم .
واختلف العلماء في سبب نقصان الأجر باقتناء الكلب ، فقيل : لامتناع الملائكة من دخول بيته بسببه . وقيل : لما يلحق المارين من الأذى من ترويع الكلب لهم وقصده إياهم ، وقيل : إن ذلك عقوبة له لاتخاذه ما نهي عن اتخاذه ، وعصيانه في ذلك ، وقيل : لما يبتلى به من ولوغه في غفلة صاحبه ولا يغسله بالماء والتراب . والله أعلم .