174 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16526عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17104أبي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11814سليمان الشيباني سمع nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله nindex.php?page=hadith&LINKID=657263قال لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال رأى جبريل في صورته له ست مائة جناح
[ ص: 380 ] [ ص: 381 ] قوله ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول عن nindex.php?page=showalam&ids=14414الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة ) أما ( مغول ) فبكسر الميم وإسكان الغين المعجمة وفتح الواو ، nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة هو ابن مصرف ، وهؤلاء الثلاثة أعني الزبير وطلحة ومرة تابعيون كوفيون .
قوله : ( انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة ) كذا هو في جميع الأصول ( السادسة ) وقد تقدم في الروايات الأخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة . قال القاضي : كونها في السابعة هو الأصح . وقول الأكثرين وهو الذي يقتضيه المعنى ، وتسميتها بالمنتهى .
قلت : ويمكن أن يجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة فقد علم أنها في نهاية من العظم . وقد قال الخليل - رحمه الله - : هي سدرة في السماء السابعة قد أظلت السموات والجنة . وقد تقدم ما حكيناه عن القاضي عياض - رحمه الله - في قوله : إن مقتضى خروج النهرين الظاهرين النيل والفرات من أصل سدرة المنتهى أن يكون أصلها في الأرض فإن سلم له هذا أمكن حمله على ما ذكرناه . والله أعلم .
قوله : ( وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات ) هو بضم الميم وإسكان القاف وكسر [ ص: 382 ] الحاء ، ومعناه : الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إياها ، والتقحم : الوقوع في المهالك .
ومعنى الكلام : من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات والمراد ، والله أعلم ، بغفرانها أنه لا يخلد في النار بخلاف المشركين ، وليس المراد أنه لا يعذب أصلا فقد تقررت نصوص الشرع وإجماع أهل السنة على إثبات عذاب بعض العصاة من الموحدين . ويحتمل أن يكون المراد بهذا خصوصا من الأمة أي : يغفر لبعض الأمة المقحمات ، وهذا يظهر على مذهب من يقول : إن لفظة ( من ) لا تقتضي العموم مطلقا ، وعلى مذهب من يقول : لا تقتضيه في الإخبار وإن اقتضته في الأمر والنهي ، ويمكن تصحيحه على المذهب المختار وهو كونها للعموم مطلقا لأنه قد قام دليل على إرادة الخصوص وهو ما ذكرناه من النصوص والإجماع . والله أعلم .
قال القاضي عياض - رحمه الله - : اختلف السلف والخلف هل رأى نبينا - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة الإسراء ؟ فأنكرته عائشة رضي الله عنها كما وقع هنا في صحيح مسلم ، وجاء مثله عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وجماعة وهو المشهور عن ابن مسعود ، وإليه ذهب جماعة من المحدثين والمتكلمين ، وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه رآه بعينه ، ومثله عن أبي ذر وكعب - رضي الله عنهما - والحسن - رحمه الله - وكان يحلف على ذلك ، وحكي مثله عن ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، وحكى أصحاب المقالات عن nindex.php?page=showalam&ids=13711أبي الحسن الأشعري ، وجماعة من أصحابه أنه رآه ، ووقف بعض مشايخنا في هذا ، وقال : ليس عليه [ ص: 383 ] دليل واضح ولكنه جائز ، ورؤية الله تعالى في الدنيا جائزة وسؤال موسى إياها دليل على جوازها إذ لا يجهل نبي ما يجوز أو يمتنع على ربه ، وقد اختلفوا في رؤية موسى - صلى الله عليه وسلم - ربه ، وفي مقتضى الآية ورؤية الجبل ، ففي جواب القاضي أبي بكر ما يقتضي أنهما رأياه وكذلك اختلفوا في أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - هل كلم ربه سبحانه وتعالى ليلة الإسراء بغير واسطة أم لا ؟ فحكي عن الأشعري وقوم من المتكلمين أنه كلمه ، وعزا بعضهم هذا إلى nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس - رضي الله عنهما - ، وكذلك اختلفوا في قوله تعالى ثم دنا فتدلى فالأكثرون على أن هذا الدنو والتدلي منقسم ما بين جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - أو مختص بأحدهما من الآخر ومن السدرة المنتهى . وذكر عن ابن عباس والحسن nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب وجعفر بن محمد وغيرهم أنه دنو من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه سبحانه وتعالى أو من الله تعالى ، وعلى هذا القول يكون الدنو والتدلي متأولا ليس على وجهه بل كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد : الدنو من الله تعالى لا حد له ومن العباد بالحدود ، فيكون معنى دنو النبي - صلى الله عليه وسلم - من ربه سبحانه وتعالى وقربه منه ظهور عظيم منزلته لديه ، وإشراق أنوار معرفته عليه ، وإطلاعه من غيبه وأسرار ملكوته على ما لم يطلع سواه عليه .
والدنو من الله سبحانه له إظهار ذلك له وعظيم بره وفضله العظيم لديه ، ويكون قوله تعالى : قاب قوسين أو أدنى على هذا عبارة عن لطف المحل وإيضاح المعرفة والإشراف على الحقيقة من نبينا - صلى الله عليه وسلم - ومن الله إجابة الرغبة وإبانة المنزلة ويتأول في ذلك ما يتأول في قوله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه عز وجل : " nindex.php?page=hadith&LINKID=754476من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا . . . الحديث " هذا كلام القاضي .
وأما صاحب التحرير فإنه اختار إثبات الرؤية . قال : والحجج في هذه المسألة وإن كانت كثيرة لكنا لا نتمسك إلا بالأقوى منها وهو حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504390أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ) وعن عكرمة سأل ابن عباس - رضي الله عنهما - هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه ؟ قال : نعم . وقد روي بإسناد لا بأس به عن شعبة عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال : رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه . وكان الحسن يحلف لقد رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه . والأصل في الباب حديث ابن عباس حبر الأمة والمرجوع إليه في المعضلات ، وقد راجعه ابن عمر - رضي الله عنهم - في هذه المسألة وراسله هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه ؟ فأخبره أنه رآه . ولا يقدح في هذا حديث عائشة رضي الله عنها لأن عائشة لم تخبر أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : لم أر ربي ، وإنما ذكرت متأولة لقول الله تعالى : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا ولقول الله تعالى : لا تدركه الأبصار والصحابي إذا قال قولا وخالفه غيره منهم لم يكن قوله حجة .
وإذا صحت الروايات عن ابن عباس في إثبات الرؤية وجب المصير إلى إثباتها فإنها ليست مما يدرك بالعقل ، ويؤخذ بالظن ، وإنما يتلقى بالسماع ولا يستجيز أحد أن يظن nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس أنه تكلم في هذه المسألة بالظن والاجتهاد . وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بن راشد حين ذكر اختلاف [ ص: 384 ] عائشة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس ، ثم إن ابن عباس أثبت شيئا نفاه والمثبت مقدم على النافي ، هذا كلام صاحب التحرير ، فالحاصل أن الراجح عند أكثر العلماء : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء لحديث ابن عباس وغيره مما تقدم . وإثبات هذا لا يأخذونه إلا بالسماع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا مما لا ينبغي أن يتشكك فيه .
ثم إن عائشة رضي الله عنها لم تنف الرؤية بحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو كان معها فيه حديث لذكرته ، وإنما اعتمدت الاستنباط من الآيات وسنوضح الجواب عنها .
فأما احتجاج عائشة بقول الله تعالى : لا تدركه الأبصار فجوابه ظاهر ، فإن الإدراك هو الإحاطة والله تعالى لا يحاط به ، وإذا ورد النص بنفي الإحاطة لا يلزم منه نفي الرؤية بغير إحاطة ، وأجيب عن الآية بأجوبة أخرى لا حاجة إليها مع ما ذكرناه ; فإنه في نهاية من الحسن مع اختصاره .
وأما احتجاجها رضي الله عنها بقول الله تعالى : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا الآية ، فالجواب عنه من أوجه : أحدها : أنه لا يلزم من الرؤية وجود الكلام حال الرؤية فيجوز وجود الرؤية من غير كلام .
الثاني أنه عام مخصوص بما تقدم من الأدلة .
الثالث ما قاله بعض العلماء أن المراد بالوحي الكلام من غير واسطة ، وهذا الذي قاله هذا القائل وإن كان محتملا ولكن الجمهور على أن المراد بالوحي هنا الإلهام والرؤية في المنام وكلاهما يسمى وحيا .
وأما قوله تعالى : أو من وراء حجاب فقال الواحدي وغيره : معناه غير مجاهر لهم بالكلام بل يسمعون كلامه - سبحانه وتعالى - من حيث لا يرونه ، وليس المراد أن هناك حجابا يفصل موضعا من موضع ويدل على تحديد المحجوب فهو بمنزلة ما يسمع من وراء الحجاب حيث لم ير المتكلم . والله أعلم .
قوله : ( وحدثني أبو الربيع الزهراني ) هو بفتح الزاي وإسكان الهاء واسمه سليمان بن داود .
قول مسلم - رحمه الله - : ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث عن الشيباني عن زر عن عبد الله ) هذا الإسناد كله كوفيون . و ( غياث ) بالغين المعجمة . و ( الشيباني ) هو أبو إسحاق واسمه سليمان بن فيروز ، وقيل : ابن خاقان ، وقيل : ابن عمرو وهو تابعي . وأما ( زر ) فبكسر الزاي ، وحبيش بضم الحاء وفتح الموحدة وآخره الشين المعجمة وهو من المعمرين زاد على مائة وعشرين سنة وهو من كبار التابعين .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في قوله تعالى : ما كذب الفؤاد ما رأى قال : رأى جبريل له ستمائة جناح ) هذا الذي قاله عبد الله - رضي الله عنه - هو مذهبه في الآية ، وذهب الجمهور من المفسرين إلى أن المراد أنه رأى ربه سبحانه وتعالى ، ثم اختلف هؤلاء فذهب جماعة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه بفؤاده دون عينيه ، وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينيه . قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=15466أبو الحسن الواحدي : قال المفسرون : هذا إخبار عن رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه عز وجل ليلة المعراج ، قال ابن عباس وأبو ذر nindex.php?page=showalam&ids=12402وإبراهيم التيمي : رآه بقلبه . قال : وعلى هذا رأى بقلبه ربه رؤية صحيحة وهو أن الله [ ص: 385 ] تعالى جعل بصره في فؤاده أو خلق لفؤاده بصرا حتى رأى ربه رؤية صحيحة كما يرى بالعين . قال : وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس وعكرمة والحسن والربيع . قال المبرد : ومعنى الآية أن الفؤاد رأى شيئا فصدق فيه و ( ما رأى ) في موضع نصب أي : ما كذب الفؤاد مرئيه ، وقرأ ابن عامر ( ما كذب ) بالتشديد . قال المبرد : معناه أنه رأى شيئا فقبله ، وهذا الذي قاله المبرد على أن الرؤية للفؤاد فإن جعلتها للبصر فظاهر أي : ما كذب الفؤاد ما رآه البصر . هذا آخر كلام الواحدي .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في قول الله تعالى : لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال : رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح ) هذا الذي قاله عبد الله - رضي الله عنه - هو قول كثيرين من السلف ، وهو مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان . وقال الضحاك : المراد أنه رأى سدرة المنتهى ، وقيل : رأى رفرفا أخضر ، وفي الكبرى قولان للسلف منهم من يقول : نعت للآيات ، ويجوز نعت الجماعة بنعت الواحدة كقوله تعالى : مآرب أخرى وقيل : هو صفة لمحذوف تقديره : رأى من آيات ربه الآية الكبرى .