وأما قولها : ( أو لم تسمع أن الله تعالى يقول : ما كان لبشر ) فهكذا هو في معظم الأصول ( ما كان ) بحذف الواو والتلاوة وما كان بإثبات الواو ; ولكن لا يضر هذا في الرواية والاستدلال ; لأن المستدل ليس مقصوده التلاوة على وجهها . وإنما مقصوده [ ص: 387 ] بيان موضع الدلالة ، ولا يؤثر حذف الواو في ذلك وقد جاء لهذا نظائر كثيرة في الحديث منها قوله فأنزل الله تعالى : وأقم الصلاة طرفي النهار وقوله تعالى : وأقم الصلاة لذكري هكذا هو في روايات الحديثين في الصحيحين والتلاوة بالواو فيهما . والله أعلم .
وأما ( مسروق ) فقال nindex.php?page=showalam&ids=14523أبو سعيد السمعاني في الأنساب : سمي مسروقا ; لأنه سرقه إنسان في صغره ثم وجد .
قوله : ( سألت عائشة - رضي الله عنها - هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه سبحانه وتعالى ؟ فقالت : سبحان [ ص: 388 ] الله ، لقد قف شعري لما قلت ) أما قولها : ( سبحان الله ) ، فمعناه التعجب من جهل مثل هذا ، وكأنها تقول كيف يخفى عليك مثل هذا ؟ ولفظة ( سبحان الله ) لإرادة التعجب كثيرة في الحديث وكلام العرب ، كقوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=754480سبحان الله تطهري بها ، nindex.php?page=hadith&LINKID=754481وسبحان الله المسلم لا ينجس ، وقول الصحابة : سبحان الله ، يا رسول الله ، وممن ذكر من النحويين أنها من ألفاظ التعجب nindex.php?page=showalam&ids=12751أبو بكر بن السراج وغيره ، وكذلك يقولون في التعجب : لا إله إلا الله . والله أعلم .
وأما قولها - رضي الله عنها - : ( قف شعري ) فمعناه : قام شعري من الفزع لكوني سمعت ما لا ينبغي أن يقال ، قالابن الأعرابي . تقول العرب عند إنكار الشيء : قف شعري ، واقشعر جلدي ، واشمأزت نفسي ، قال النضر بن شميل : القف كهيئة القشعريرة ، وأصله التقبض والاجتماع ; لأن الجلد ينقبض عند الفزع والاستهوال ، فيقوم الشعر لذلك سميت القفة التي هي الزنبيل لاجتماعها ولما يجتمع فيها . والله أعلم .