قوله : ( حشونا جربنا ) هو بضم الراء وإسكانها ، جمع جراب بكسر الجيم على المشهور ، ويقال بفتحها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( هل من وضوء ) أي ما يتوضأ به وهو بفتح الواو على المشهور ، وحكي ضمها ، وسبق بيانه في كتاب الطهارة .
قوله : ( فيها نطفة ) هو بضم النون ، أي : قليل من الماء .
قوله : ( ندغفقه دغفقة ) أي : نصبه صبا شديدا .
وفي هذا الحديث : معجزتان ظاهرتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهما تكثير الطعام وتكثير الماء هذه الكثرة الظاهرة ، قال المازري في تحقيق المعجزة في هذا أنه كلما أكل منه جزء أو شرب جزء خلق الله تعالى جزءا آخر يخلفه ، قال : ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم ضربان أحدهما ، القرآن ، وهو منقول تواترا . والثاني مثل تكثير الطعام والشراب ، ونحو ذلك ، ولك فيه طريقان أحدهما : أن تقول تواترت على المعنى كتواتر جود [ ص: 396 ] حاتم طيء وحلم nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس ، فإنه لا ينقل في ذلك قصة بعينها متواترة ، ولكن تكاثرت أفرادها بالآحاد ، حتى أفاد مجموعها تواتر الكرم والحلم ، وكذلك تواتر انخراق العادة للنبي صلى الله عليه وسلم بغير القرآن . والطريق الثاني : أن تقول : إذا روى الصحابي مثل هذا الأمر العجيب ، وأحال على حضوره فيه مع سائر الصحابة ، وهم يسمعون روايته ودعواه ، أو بلغهم ذلك ولا ينكرون عليه ، كان ذلك تصديقا له يوجب العلم بصحة ما قال . والله أعلم .
وفي هذا الحديث : استحباب المواساة في الزاد وجمعه عند قلته ، وجواز أكل بعضهم مع بعض في هذه الحالة ، وليس هذا من الربا في شيء ، وإنما هو من نحو الإباحة ، وكل واحد مبيح لرفقته الأكل من طعامه ، وسواء تحقق الإنسان أنه أكل أكثر من حصته أو دونها أو مثلها فلا بأس بهذا ، لكن يستحب له الإيثار والتقلل ، لا سيما إن كان في الطعام قلة . والله أعلم .