وفي هذا الحديث : الأمر بالتبشير بفضل الله وعظيم ثوابه وجزيل عطائه وسعة رحمته ، والنهي عن التنفير بذكر التخويف وأنواع الوعيد محضة من غير ضمها إلى التبشير .
وفيه تأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليهم ، وكذلك من قارب البلوغ من الصبيان ، ومن بلغ ومن تاب من المعاصي كلهم يتلطف بهم ويدرجون في أنواع الطاعة قليلا قليلا ، وقد كانت أمور الإسلام في التكليف على التدريج فمتى يسر على الداخل في الطاعة أو المريد للدخول فيها سهلت عليه ، وكانت عاقبته غالبا التزايد منها ، ومتى عسرت عليه أوشك أن لا يدخل فيها ، وإن دخل أوشك أن لا يدوم أو لا يستحليها .
وفيه أمر الولاة بالرفق واتفاق المتشاركين في ولاية ونحوها ، وهذا من المهمات فإن غالب المصالح لا يتم إلا بالاتفاق ، ومتى حصل الاختلاف فات .
وفيه وصية الإمام الولاة وإن كانوا أهل فضل وصلاح كمعاذ وأبي موسى ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين .