184 وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى بن عمارة قال حدثني أبي عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري nindex.php?page=hadith&LINKID=657278أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل الله أهل الجنة الجنة يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون منها حمما قد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15699حجاج بن الشاعر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15800خالد كلاهما عن عمرو بن يحيى بهذا الإسناد وقالا فيلقون في نهر يقال له الحياة ولم يشكا وفي حديث خالد كما تنبت الغثاءة في جانب السيل وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب كما تنبت الحبة في حمئة أو حميلة السيل
وأما تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل ، وألفاظ الأحاديث في الكتاب وغيره صريحة في بطلان مذهبهم وإخراج من استوجب النار ، لكن الشفاعة خمسة أقسام :
أولها : مختصة بنبينا وهي الإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب كما سيأتي بيانها .
الثانية : في إدخال قوم الجنة بغير حساب وهذه وردت أيضا لنبينا - صلى الله عليه وسلم - ، وقد ذكرها مسلم - رحمه الله - .
الثالثة : الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - ومن شاء الله تعالى ، وسننبه على موضعها قريبا إن شاء الله تعالى .
الرابعة : فيمن دخل النار من المذنبين فقد جاءت [ ص: 407 ] هذه الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - والملائكة وإخوانهم من المؤمنين ، ثم يخرج الله تعالى كل من قال لا إله إلا الله كما جاء في الحديث لا يبقى فيها إلا الكافرون .
الخامسة : في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها ، وهذه لا ينكرها المعتزلة ولا ينكرون أيضا شفاعة الحشر الأول .
قال القاضي عياض : وقد عرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح - رضي الله عنهم - شفاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - ورغبتهم فيها ، وعلى هذا لا يلتفت إلى قول من قال إنه يكره أن يسأل الإنسان الله تعالى أن يرزقه شفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، لكونها لا تكون إلا للمذنبين فإنها قد تكون كما قدمنا لتخفيف الحساب ، وزيادة الدرجات ثم كل عاقل معترف بالتقصير ، محتاج إلى العفو ، غير معتد بعمله ، مشفق من أن يكون من الهالكين ، ويلزم هذا القائل ألا يدعو بالمغفرة والرحمة ; لأنها لأصحاب الذنوب ، وهذا كله خلاف ما عرف من دعاء السلف والخلف . هذا آخر كلام القاضي - رحمه الله - والله أعلم .